مع بداية هذا المقال يستوجب علينا أولا: التعريف بما تحمله افتتاحية ذلك العنوان والذي جاء بمفردة توأمة وحينما يرد ذلك المصطلح( فهو يعني أن هناك طرفين قد ارتبط بعضهم ببعض) أولهما: نادي الخليج و الآخر جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية والجدير بالذكر أن هذين الصرحين العريقين أتت ولادتهما من رحم مدينتنا العزيزة سيهات الحب سيهات الود، سيهات العطاء لذلك؛ وفي حقيقة الأمر والمتتبع للشأن الاجتماعي في هذا البلد بشكل خاص وكذلك في قطيفنا بشكل عام - نعم، قطيف العز والإحسان قطيف الكرم و السخاء- يدرك أن هناك واقعا ملموسًا لا غبار فيه ولا يختلف عليه أصحاب النظر. والخيرون من ذوي العقول المستنيرة، والضمائر اليقظة والتابعين لمنطق الحكمة والوعي ممن أنجبتهم تلك الأرض المباركة؛ لينفع بهم العلي القدير أرجاء الوطن كافة و بالتالي سنظفر بأنجع وأجزل النتائج المراد تحقيقها على أيدي هؤلاء المضحون المتفانون و العاملون بكل أمانة وصدق ، و إخلاص من رجالنا الأفذاذ وأخواتنا الفضليات .
نعم، وإذا ما أردنا تصويب البوصلة تجاه الكثير من تلك الأنشطة النافعة التي هي نتاج هذا التآلف العميق، والإنسجام الرحيب، والتلاؤم المستديم والذي من خلاله إنبثقت جهود حثيثة و مأثورة، و محمودة، و مساعي جمة مكسوة بالجاه و المجد بل و تحمل في خضمها فوائد لاحصر لها عمت مكاسبها و ثمارها محيط منطومتنا الاجتماعية. ويزيد عن ذلك بل و استفاذ وانتفع منها شريحة واسعة كالمعوزين وضعفاء الحال، وقليلو الدخل، و من أوجعهم زهد المعاش والمتعففين من الأهالي ومن يعاني شدة الفاقة و الحاجة وسوء الحرمان و من أتعبتهم مصاعب الدنيا وأرهقتهم مطالب الحياة ومبتغياتها للرجال والنساء على حد سواء ومعهم الرعية من الأبناء.
إذا بإمكان الكتاب والشعراء والناشطين الاجتماعيين وغيرهم أن يجدوا ضالتهم الكتابية والتي تملؤها المشاعر والأحاسيس الصادقة؛ ليغردوا شعرًا أو كتابتًا أو مقالًا، أو قصة ويببحروا بفكرهم، و كلماتهم الفاعلة والمؤثرة تجاه ما يمت لتلك الفعاليات المتنوعة بصلة. ولكل من يهمه هذه الظواهر فسيرى مدينتنا المتوقدة والمتوهجة أن هناك حرصا لا شبيه له لإقامة مناشط خدمية على هذا المنوال ومن الطراز الأول و بأوسع أفقا وأشمل نطاقا كتلك التي نشاهدها عن كثب تقام في ثنايا، و أروقة الصرحين المشارلهما في طيات ماعنوناه أعلاه. وماذكرنا في حديثنا هذا و مانقرأه وما وقع بصرنا عليه الآن.
في حقيقة الأمر ومما استدعاني أن أخط هذه المقطوعة من الأسطر المتواضعة هو ؛ذلك الإعلان الجاذب الآخاذ و المتداول في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والذي انطلق مؤخرًا تحت مسمى ( ومن أحياها) وهي النسخة الثانية والعشرون لحملة التبرع بالدم والتي تشاركا في إقامتها وتنظيمها التوأمان المشار لهما في معرض حديثنا هذا أما الجهة المقابلة هو( مستشفى القطيف المركزي) وقد فتح أبوابه الثلاثاء والأربعاء المنصرمان ١٠-١١ شوال ١٤٤٦ على (صالة نادي الخليج) وهذا بطبيعة الحال يبهج كل المبادرين و المتسابقين ممن يكنون بداخلهم حسن النوايا والمشاركة القيمة لكل ما من شأنه إعلاء و رفعة ومكانة هذا المجتمع المتحاب، والمترابط بفطرته وبعدها تعم الفائدة لأكبر عدد ممن ينتظرون حاجتهم من هذه الحملة الإنسانية و الأخلاقية و نسأل الله عز وجل أن يشمل نفعها بشكل يتلآئم لما خطط له ملتمسين منه جل شأنه الصحة والعافية لأهلنا، و ذوينا، وجميع الأحبة، و الخلان .
وفي نهاية تلك الكلمات التي حوت القليل مما يستحقونه هؤلاء النبلاء المحترمون نساء ، ورجال الذين أفنو جل وقتهم في خدمة ناسهم ووطنهم بل أمضو معظم حياتهم في تقديم كل ما يمكن تقديمه لإسعاد غيرهم من أهل الحاجة، والاضطرار متناسين أغلب الأوقات تلبية مايحتاجونه تجاه ذواتهم ومطالبهم من ضروريات الحياة.
فمهما تحدثنا عن سيرتهم المزخرفة، و المرصعة بالذهب، والألماس لن نستطيع إعطائهم ووصفهم ما يناسب مايحملونه بداخلهم من جميل السمات وروعة الصفات وجزيل التضحيات قال: - عزوجل- في كتابه الكريم {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشرالآية9).
وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل الآية ٩٧).
شكرًا لهؤلاء الرجال وأبناء الرجال. شكرا لكم أيها؛ الموقرون شكرًا لكم يامبعث للفخر، والشموخ شكرًا يا من تفضلتم دون مردود، شكرًا؛. لسعيكم المشكور شكرًا؛ لطيب القلوب شكرًا ؛لكرم النفوس شكرًا؛ لوجدانكم الحنون شكرا؛ لعقلكم الموزون شكرًا؛ لكل ماتبذلونه من صبر ومجهودٍ فكل ماذكر لايفيكم حقكم ياتيحان الرؤوس. وما هدة العبارات إلا مختصر للشكر والثناء فأنتم شموعًا و بكم تُنار الدروب. فلكم منا جميعًا ألف تحية لأصل معدنكم يا دعاة المعروف وأخيرًا وليس بآخر نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لما فيه الخير والصلاح . وأن يمد في أعماركم أعوامًا وأعوامًا ويبارك ذرياتكم يا مجيب الدعوات . كما نسأله تبارك في علاه أن يجعلكم ذخرًا للبلاد والعباد.