فقدان الروح ، و / أو الايمان بالله ، و / أو الكرامة، و / أو الصحة و العافية ، و / أو العقل ، و / أو الضمير الحي ، و / أو الذاكرة، و / أو الثقة بالنفس و / أو المبادئ أو الشرف ، و / أو راحة البال، و / أو الحرية ، و / أو التقوى و الورع ، و / أو الامن و الامان ، و / أو الاخلاق ، و / أو الحب ، و / أو الطموح ، و / أو الوقت ، و / أو المال ، و / أو الوظيفة ، و / أو الممتلكات ، و / أو الاسرة ، و / أو الام و / أو الاب ، و / أو الاخوان و الاخوات، و / أو الابناء ، و / أو المنزل ، و / أو الوطن ، و / أو الاصدقاء الصالحين
هي جملة اجوبة سمعتها من عدة اشخاص في عدة حوارات لسؤال عام و مفتوح صيغته :
ما اغلى حاجة تخشى فقدانها في حياتك ؟
الاجوبة تكشف حقيقة ساطعة ان الانسان في هذا الوجود لديه مصادر عدة للقلق عليها او الخشية من فقدانها ! و الواقع انه هو بذاته كانسان عرضه للفقدان و الرحيل عمن يخشى فقدانهم قبل فقدانهم ! و كذلك الاجوبة اعلاة تبين لنا حقيقة ان الاطمئنان مقترن بالايمان و ليس بوفرة المال و الجاه و كثرة العيال و صحة الابدان ( الا بذكر الله تطمئن القلوب …. الاية ) .
بالقاء نظرة سريعة على الردود و بفرزك للاجوبة تدرك ان هناك اشياء قد بمكنك التحكم بها في بعض زواياها و هناك اشياء اخرى لا بمكنك التحكم بها it is what it is . فعلى سبيل المثال ، يمكنك التحكم بالامور التالية you can fix it :
نفسك ، ردود فعلك ، اخلاقك ، منسوب حبك ، كرمك و سخاءك و صدقاتك ، تفسيراتك ، تحسين منسوب صحتك ، ثقتك بنفسك ، توفير حماية و امن في سيارتك و منزلك ، تنويع مصادر الدخل لنفسك ، تنويع محافظ الاستثمار لحماية اموالك، التنقل من مكان خطر الى مكان اخر لتجنب بؤر الصراع ، راحة البال بتجنب ما يثير حفيظتك ، تفادي الجدال … الخ.
و هناك اشياء لا يمكنك التحكم بها مثل :
الموت الذي يفقدك اعز من تحب ، الامن ، الامان ، قوة المال الشرائية ، تذبذب اسعار السلع ، منسوب الاخلاق في المجتمع ، الامان الوظيفي ، سقف الحرية ، قوانين الاوطان ، الطقس ، ….. الخ
و عليه من الجيد و الهادف التركيز بشكل تام على ما بمكننا المساهمة في تلطيفه او تحسينه أو التحكم به و السيطرة علية من الامور و الشؤون التي تثير الخوف لدينا من فقدانها و اطلاق معالجات معينة لتقليص منسوب القلق بشأنه . و كذلك تمحيص الامور التي لا يمكننا تخطيها و موائمة التكيف معها . و حينذاك يمكننا الاستمتاع بكل شؤون الحباة و نكون وردة جميلة في بستان الاسرة و المجتمع .
التفكير الايجابي المسؤول و الواعي و الاخلاقي يفرض على صاحبه اطلاق حملة : كيف تسعد نفسك و من حولك ؟ و عليه في بعض الامور المذكور اعلاه لا بوجد حلول جذرية و انما توجد معالجات و تفاعلات ناضجة لتجاوز الصدمات و اعادة الانطلاق لحياة اكثر انتاجية و بهجة و نجاح .
الحب على سبيل المثال ليس مجرد لقاءات أو محادثات طويلة او قراءة مناجاة او ايلام طعام ، بل هو حب من يمنحك الثقة والأمان و يرفع منسوب المعنويات و هو الذي من يراك في أسوأ حالاتك و يبقى بجانبك لا ان يتنصت عليك ، و من يدعمك حين تعجز او توصد سبل الحلول في وجهك ، و من يهدئك عند حزنك و غضبك ، ومن يذكّرك بجمالك و يغذي الثقة بنفسك حين لا ترى إلا عيوبك. إنه باختصار من يهتم لأمرك دائمًا ويمنحك الوقت و الجهد و يمد يد العون بلا مقابل و لا من و لا اذى ، لاجل انتشالك من حفر الحياة . هذا هو الحب الحقيقي .
و لو تعمقنا بطرح اسئلة تربوية على انفسنا من داخل انفسنا ، فيمكننا طرح عدة اسئلة تزيد مستوى قراءة النفس من الداخل و تحفز انفسنا على معرفتها اكثر و نبحث عن معالجات تتلائم :
س ١: ماهو العمل / القول الذي يسبب اعلى منسوب ازعاج لك ؟ What’s my biggest pet peeve?
س٢: ماهي اكثر الاعمال التي تسعدك ؟ What’s something I’m passionate about changing or improving in the world?
وضع اجوبة ناضجة لاسئلة واقعية و ذكية و تفعيل قائمة الاجوبة في حياة الفرد حتما ستعمل حوكمة ذاتية له و ستصقل سلوكه و تجعل منه نسخه افضل من نفسه . و بهكذا حوار داخل النفس قد ننتج افراد جيدين داخل محيطنا و مجتمعنا و وطننا .