في دورات فن ادارة الحياة ، يسلط المدربون الضوء على اهمية ان يضع المتدرب قائمة طويلة بالقيم التي يؤمن بها ،،ثم ينتقي المتدرب مابين خمسة الى سبعة قيم من قائمة القيم المسرودة و التي يؤمن بها المتدرب عمليا و التي تجذر جذوة الانطلاق في حياته ؛ و من ثم تطوير آليات ضمان تفعيلها ضمن انشطة الفرد اليومية و الاسبوعية و الشهرية من خلال السلوك و الانشطة . و ربطها بالاهداف المنشود تحقيقها في فترة عمره او جزء من رحلة عمره سواء المهنية أو الاجتماعية أو الاسرية . و عادة القائمة للقيم جدا طويلة و نذكر منها بشكل خاطف :
العدل/ الحرية/ الاستقلالية/ التدين ( الشكلي أو العملي) / الاخلاص/ الامانة/ التعاون / روح الفريق / الوضوح / الايمان / الايثار / النظام / الامان / الثقة / الدقة / النصيحة / رقي المعاملة / الاصرار / الانجاز / الولاء / الصداقة / اللطف / المسؤولية / المرونة / البساطة / الانسجام / المبادرة / التشجيع/المثابرة / الوعي / التفوق / الانسجام / التمكين / المعرفة / التقوى / الحكمة / التامل / التمكين / الكفاءة / الروحانية / التواصل / التواد / الترويح / الاكل و الشرب / الانعزال / التوفير / الحس الوطني / الانتماء القومي / العمل الجماعي / التضامن / النظافة / النشاط / التوجه / الاختلاط الليبرالي / الحب/ العائلة / التسلية و الترفيه المفرطة / الوجاهة/ الجمال / المجون / الخلاعة / الحزم / الثناء المعتدل / الريادة / الالهام / الابتكار / التجديد / الاصالة / التحدي/ المغامرة / الانفتاح / الفضول / القيل و القال … الخ.
بعد تحديد معالم القيم الاساسية التي يؤمن بها الفرد يمكن له بعد ذلك صياغة و توجيه الاهتمامات بعد صب قوالب الاهداف المتوافقة مع القيم و القابلة للقياس و الانجاز طبقا لمعيار SMART. و هذا عمل قد يكون للوهلة الاولى سهل الا انه في الواقع عميق و عميق جدا؛ لانه يجعل الانسان اكثر اطلاعا على حقيقة نفسه و ما يريد من الحياة و ماذا يمكنه ان ينجز و ما ستؤل اليه اعماله اليومية و سلوكياته و مدى تجانس ذاك مع رؤيته و رسالته في الحياة و عقائده .
و لعل الذي يوفق في اتمام ذلك العمل اي تحديد رؤيته و رسالته في الحياة و قيمه و بالتالي اهدافه فانه سيبحر في هذه الحياة ببصيرة مميزة و طاقة متقدة دون كلل او ملل . و سيكون كما وصف احد الكتاب :" الشمس تشرق و تشع ضياء ، و لا تنتظر مدحا و لا ثناء . و الورد الزاكي يُعطر مجلسه، و لا يُحتبس جماله . و هكذا هم اهل البصيرة النافذة ، جميل حديثهم ، غزير علمهم ، متقد قكرهم ، لطيف تبسمهم ، بشوشة وجوههم ، جميلة مبادراتهم ، كثيرة مناجاتهم لربهم ، سعيهم مشكور ، و سلوكهم محمود ، و مداخلاتهم هادفة . سعيد من خالطهم و مثني على اخلاقهم. فاطاب الله معدنهم و ادام الله بركاتهم حيثما حلو و ارتحلوا " .
محيطنا الرقمي المتعدد التطبيقات لا نملك حق التحكم في سلوك الافراد فيه ، و لكن نملك ان نشارك بالافضل مما فينا و نعكس رؤيتنا و ننتخب نطاق التفاعل مع مشاركات الاخرين . فمن الحكمة بعد تشخيص القيم التي يتفاعل الاخرون في فضاءها حيثما كنا او تواجدنا ، الزام النفس بنطاقات التفاعل مع القروب مابين التفاعل أو التداخل أو الاحتجاب و التفرج او التزام الصمت .
نعم يرتاح البعض عندما يرى حسن الاخلاق و جميل المحتوى و لطيف التفاعل بين اغلب الاعضاء في محيطهم الرقمي و كذلك محيطهم الواقعي . و يعز على البعض انكشاف الاقنعة للبعض من محيطهم بما يتفوهن به في العالم الرقمي أو الواقعي ( تحدثوا تُعرفوا ) .
حث البعض للبعض في تحديد القيم المشتركة في القروبات الرقمية و المجالس الواقعية و تبني اهداف مشتركة على ضوء تلكم القيم المتفق عليها يخلق اهداف نامية و فهم مشترك و تجانس مرموق و اداب عالية و بالمحصلة سعادة صادقة و صنع محيط جميل و خلق رادف جديد لتحقيق الانسان لرؤيته و رسالته في حياته .