مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يطلق أرباب وربات الأسر استعدادات عديدة لاستقباله، تشمل إعداد الأطعمة والمفرزنات، هرس الطماطم، تخزين اللحوم، التبضع المبكر للمواد الغذائية والمجمدات والخضروات، لف شرائط السمبوسة، إعداد الدعوات، إقامة الولائم، وعقد الختمات القرآنية وغيرها من التجهيزات التي تعكس روح الشهر الفضيل.
وفي المقابل، هناك من يستعد لهذا الشهر الكريم بطريقة مختلفة، حيث يحرص البعض على إعداد "خبيئة خير" أو أكثر، بينهم وبين الله، يجددونها مع حلول أيام رمضان، طمعًا في زيادة البركة وعظيم الأجر. وتتنوع هذه الخبيئة بين أعمال بسيطة، قد تكون في ظاهرها قليلة الشأن، لكنها عند الله عظيمة، ولها أثر بالغ في نفوس المستفيدين.
إليك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تشكل خبيئة خيرية خلال الشهر الكريم، سعيًا لنشر الخير وتعزيز روح العطاء:
- إهداء هدايا رمزية للأبناء أو الإخوة أو الجيران بمناسبة حلول شهر رمضان، لتعزيز أواصر المحبة.
- مساعدة الأم أو الزوجة في إعداد الطعام، وتنظيف المنزل وترتيبه، لما في ذلك من تعزيز روح التعاون داخل الأسرة.
- إطلاق مبادرات اجتماعية، مثل استضافة الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران على كوب من الشاي، لتقديم التهنئة بحلول الشهر الفضيل.
- تحفيز الأطفال على التبرع بجزء من مصروفهم الشهري، عبر توفير حصالة مع بداية رمضان، على أن يتم فتحها بعد مرور عام كامل، وتوجيه المبلغ لمشروع خيري، مثل شراء ملابس العيد للأيتام، إفطار الفقراء، تجهيز معتمر محتاج، سقاية الحجاج، أو المساهمة في بناء مسجد.
- إفطار أسرة فقيرة يوميًا، عبر زيادة كمية الطعام قليلًا وإخبار المحتاج مسبقًا بأن فطوره أو سحوره سيتم تزويده من الأسرة المقتدرة.
- إشراك عشرة من الأقارب أو الأصدقاء في الدعاء عند الإفطار يوميًا، مع ذكر أسمائهم، ثم إبلاغهم بذلك لتعزيز المحبة.
- التبرع بالفائض من الأجهزة والأدوات والملابس والقرطاسية بعد جرد محتويات المنزل، ليستفيد منها من هم في حاجة إليها.
- نشر المحتوى النافع، سواء بكتابة مقال هادف، أو إعادة نشر مقطع تربوي أو أخلاقي، أو ترجمة كتاب مفيد، بنية نشر الخير والابتعاد عن الفتن والانشغال بما لا ينفع.
الخبيئة هي عبادة السرّ والخفاء، أي العمل الصالح الذي يؤديه الإنسان بعيدًا عن أعين الناس، طلبًا لمرضاة الله وحده. وهي زادٌ للإنسان في آخرته، ودليل على صدقه وإخلاصه لله، إذ لا يسعى من خلالها إلى مدح أو شهرة، بل إلى تحقيق القرب من الله تعالى.
- ينصح خبراء المال بضرورة تخصيص جزء من الدخل شهريًا للادخار لمواجهة الظروف الطارئة.
- يدعو علماء الأخلاق إلى عدم حرق الجسور التي نعبرها، فقد نحتاجها يومًا ما.
- يوصي علماء الدين بضرورة إعداد خبيئة مع الله، فقد تشوب عباداتنا أخطاء، ويكون فيها تشتت أو نسيان، فيكون للعبادة السرية دور في رفع القبول والدرجات.
شهر الله قد اقترب، والتجارة مع الله هي أنفع تجارة وأعظمها مردودًا. فالخبيئة مع الله تجارة الصادقين، والمكثر منها هو الفائز حقًا.
فهل أطلقت خبيئتك أم لا تزال تفكر؟!