إنَّ فترة الشباب هي المرحلة التي يتمتع فيها الفرد بكامل النشاط، والأعصاب القوية، والقوى الجسدية، فهو قد تجاوز مرحلة الصعود «الطفولة» ولم يبدأ مرحلة الانحدار «الشيخوخة». والإنسان في هذا العصر الحديث يحتاج إلى أن يتحلى بالإرادة والصبر، كي يحقق أهدافه المستقبلية.
يُعتبر العمل التطوعي المحرك الرئيسي للتقدم في المجتمعات الحاضرة بمختلف طبقاتها الإنسانية، فلو قام الشباب بتعزيز الثقة بالنفس، واكتشاف مواهبهم وقدراتهم، سيتحملون مسؤوليات محددة، ويتولون أدوارًا قيادية تساهم في التطور الحضاري والمجتمعي في مختلف البلدان والقرى والمدن.
من فوائد العمل التطوعي في الصحافة والمجتمع: صناعة القيم الروحانية، وخلق الأجواء الإيجابية عند أفراد المجتمع، وملء الفراغ العاطفي والنفسي والوقت بطريقة إيجابية، وتحفيز الدافعية الإيجابية لدى الشباب، والإحساس بالإنجاز والقيمة بين الفرد والمجتمع، إضافةً إلى تنمية المهارات القيادية.
كانت صحيفة “المنيزلة” تهتم بالعمل التطوعي، إذ إنها تزخر بالرموز الثقافية والمتطوعين والكتّاب الذين يسعون إلى تأسيس الصورة الثقافية للجمعية والمنتدى المشرق، الذي يحتوي على مقالات وآراء متنوعة تصب في المواضيع التي تركز على العمل التطوعي وحل القضايا والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الشباب في العصر الحديث.
وأنا شخصيًّا، من قرية الجارودية، عشت لحظات وأيامًا جميلة مع أهل الأحساء وسكان وأصدقاء المنيزلة، ومع هذه الصحيفة الرائعة. وبعد أن حصلتُ على شهادات تكريم من قِبَل المنتدى بين فترة وأخرى، كنتُ واثقًا من كل خطوة لتحقيق النجاح. وفي إحدى الفترات، حصلتُ على المركز الثاني في كتابة المقالات الإبداعية. وجدير بالذكر أنني في سنة واحدة، بادرتُ بكتابة (35) مقالة، ووصل عدد كبير من القرّاء والمشاهدين إلى (376,195).
ومع حضور الشخصيات الاجتماعية والقيادية، وتواجد المدير جاسم محمد الدليم المبدع والمتميز، وأعضاء الإدارة من الرجال الطيبين والمتألقين، بدر السالم، وأحمد الأحمد، وناصر الأحمد، والشابة الكاتبة المبدعة والفنانة سهام طاهر البوشاجع، هؤلاء أصحاب الفكر النيّر بادروا بتشجيع الأجيال الشابة على تطوير خبراتهم، وصقل مواهبهم وإبداعاتهم، بما يسهم في بناء شخصية الشباب في المستقبل.
وفي المستقبل المشرق، تغيَّر اسم الصحيفة إلى مسمى جديد وهو “أصداء الديرة”. وبعد مرور فترة من الزمن، ومع حضور كتّاب ومتطوعين جدد، أصبحت الصحيفة التي تمتاز بالتنوع في المقالات تستقطب الكفاءات الشبابية، مما جعلها تتقدم في طرح الأفكار بشكل مناسب لعقول الشباب والشابات في العصر الحديث.
وفي الختام، كلمة شكر طيبة لأصحاب القلوب الطيبة، ولكل كاتب بادر بخدمة المجتمع، وسعى إلى تكوين العلاقات بين مختلف الطبقات الاجتماعية، من أجل تحقيق الترابط والتعاون بين أفراد الوطن والمجتمع، الذين يتميزون بالتوجه نحو القراءة ومتابعة المحتويات التي تعمل على تنمية العقل والروح المعنوية.