في يوم الجمعة الماضي ، في يوم عيد المسلمين وفي بيت من بيوت الله ببلدة القديح رفع الأذان والاعلان للصلاة ، ما أن رفع المصلون اياديهم تقربا الى الله كأنهم البنيان المرصوص حانت ساعة الصفر وامتدت يد الغدر بكل خبث ودهاء كخفافيش الظلام بدوي انفجار هز أرجاء بلدة القديح وهز معها قلوب ثكلى ، أمتزج صوت الدعاء وصوت الانفجار وتراكمت جثث الشهداء الطاهرة وتطايرت اشلائهم ونزفت دمائهم الزكية وعلا الصراخ وتبددت الاحلام وآمال المستقبل ..
حانت قيامة النفوس الابية ، الكل مصدوم لم يستيقظ من هول الفاجعة وعنف الحدث ، الكل يجري مذعور الى المسجد وإلى المستشفيات التي اعلنت حالة الطوارئ وأطلقت نداءات الاستغاثة فاستجاب لها الشرفاء من كل ملة وطائفة ، استجابوا لنداء الانسانية التي غصت في دواعي الحزن والمرارة وجسدوا الوحدة المباركة في فاجعة أكبر من أن توصف بقلم أو يسردها كاتب أو تنقلها صحيفة أو تبثها شاشة ..
جثث تراكمت وجرحى ملقاة ودماء زكية وأشلاء تناثرت وصرخات موجعة اختلطت بين جريح وفاقد لم نشهد لها مثيل معبرة عن مأساة واحتضار للإنسانية عند مقاصل التطرف والمؤامرة والعمالة والخيانة والارهاب ، هكذا زفت بلدة القديح كالعروس لن تحتضر عند أقدام الجريمة وطواغيت العصر والزمان ولن تصمت اقلامنا في حضرة الشر فهذه الدماء زكية وهذه الاجساد طاهرة ..
ما حدث في بلدة القديح من اعتداء آثم على عزل آمنين يؤدون ركن من أركان الإسلام (الصلاة) في بيت من بيوت الله (المسجد) لا تقبله اي ديانة سماوية ، جميع الديانات تحرم سفك الدماء كما أنه جرس انذار مبكر لمسلسل احداث قادمة وتفجيرات انتحارية تستهدف وحدتنا ومن ثم وجب علينا وحدة الصف والتخطيط الحكيم لمواجهة هذا الخطر المحدق بنا جميعا ..