أصبح البشر أسارى للدنيا وملذاتها ، فتراهم يتسابقون على نشر ما يتلذذون ويتمتعون به من مظاهر وكماليات مادية على وسائل التواصل الاجتماعي .
شاهدت بعض الصور لمسلمين وغير مسلمين يتسابقون في التقاط صور مع أمواتهم ، وبعضهم يخرج جثث أقاربهم بعد مدة من دفنهم ، فيلبسوهم الملابس ، كي يلتقطوا صوراً تذكارية معهم !!
فهل هناك دلائل ومقدمات على أن نرى هذه الظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا مستقبلاً ؟!! .
يكفي أن تحضر جنازة لترى كيف يمشي الناس خلفها ، متناسين آداب الجنازة وتشييعها ؟ !!.
يكفي أن تحضر في مقبرة لتشاهد أن الحديث عن الدنيا وملذاتها لا يطيب إلا في تشييع الجنائز وحول القبور ؟!!.
يكفي أن تحضر حفر قبر لميت لتعجب من سيل النكات والجدال بين الناس ، وكأنهم في مناسبة فرح لا وقت حزن ؟!! .
يكفي أن تحضر جنازة ، وترى الأبناء متنازعين على إرث أبيهم المسجى على صخرة المغتسل !! .
يكفي أن ينشر شخص صورته على صفحته أمام نعش جنازة ليقول أني مفجوع بفلان ، وأنا أقرأ الفاتحة عند نعشه !! .
يكفي أن تشاهد أبناً يوثق إنزال أمه أو أبيه في حفرته ، وهو منهمك في البكاء عليه !!
يكفي أن تحضر عزاء لتعرف كيف أنشغل أصحاب العزاء بحديثهم الدنيوي ونسوا عزاء ميتهم ؟!!.
كل هذه الصور البشعة نتاج الغفلة وقساوة القلوب التي تعتبر من أقسى العقوبات الإلهية الاختيارية من جهة مقدماتها وأسبابها ، وهذا الاختيار نابع من الأعماق والذوات البشرية .
وهذا ماورد عن الإمام الباقر عليه السلام : إن لله عقوبات في القلوب والأبدان ، وما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.
قد يرى الكثيرون ما سطرت عنواناً مبالغاً ، ولا كن مقدماته وأسبابه واقعية ، حينها لن نعجب كيف يتسابق بعضنا على التقاط صورة سِلفي مع ميتهم قبل دفنه !! .
صباح التوفيق بفضل الصلاة على محمد وآل محمد