أم السعف والليف هي حكاية خيالية خليجية ابتدعها الأهالي لإخافة الأطفال وحمايتهم ومنعهم من الخروج من المنزل في الأوقات التي لا يرغبون بخروج أطفالهم فيها، وخاصة فترة الليل المتأخر من ليالي الشتاء الباردة والمظلمة، حتى لا يصاب الأطفال بنزلات البرد .
وأم السعف والليف هي النخلة لأنها تحتوي على السعف والليف، ونظرًا لارتباط أبناء الخليج بهذه الشجرة، استمدوا منها حكاياتهم الخيالية لتخويف أبنائهم بأم كربة أو أم السعف والليف بهدف ردعهم بشخصية تشعل العنان لخيالهم فيتوقفوا عن العناد.
ووصفها بأنها امرأة عجوز لها شعر أشعث وقبيحة المنظر والمظهر بشكل مخيف، تظهر بالليل وتتكلم بكثرة وتردد كلام غير مفهوم، وكانت تجوب الأحياء ، وهناك من ادَّعى أنه رآها تخرج من بين الخرائب والبيوت المهجورة، أو من بين المزارع البعيدة.
وتسكن أم السعف والليف فوق قمم أشجار النخيل، وتختبئ بين أغصان النخيل، وعند هبوب الرياح الشديدة أو نزول الأمطار الغزيرة واهتزاز جريد النخيل بقوة، كان الأهالي يخوفون الأطفال بأن أم السعف والليف موجودة فوق النخيل وبين الأغصان، وأنها ستنزل وتخطف الأطفال ، فإذا رأوها كانوا يقرأون القرآن أو الأذكار المحصنة من الجن والشياطين للوقاية منها.
في حين أن رعب أم الخضر والليف ( أم السعف والليف ) ، ويقصد بها النخلة ، كان الأشهر بين الأهالي ، فلا يستطيع أحد الأطفال الخروج من المنزل ، إلا وذكر أم الخضر والليف قد سمعها من أحد والديه حينها يتراجع عن الخروج ، ولم تكن هذه القصة هي الوحيدة التي انتشرت بل هناك عدد من القصص المشابهة ، انتشرت بين الناس سمعناها في طفولتنا والبعض منا صدقها وسلم بالأمر تجاهها وسوف يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى ، وقد ضربت بعض الأمثال بالنخلة منها : ( الطول طول نخلة والعقل عقل سخلة ) ، وفي المقابل فقد ذكرت في آيات كثيرة في القرآن الكريم ، وهي محل كرم ووفاء للإنسان ، قال رسول الله (ص) : أكرموا عمتكم النخلة ، وقال : إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
أما عن لماذا اتخذ الأوائل النخلة كأداء مخيفة للأطفال ، فلعله من باب أنها طويلة الجذع ، ومبعثرة السعف خصوصاً في حالة عدم الاهتمام بنظافتها ، وتحدث أصواتاً مخيفة بفعل تحريك الهواء لسعفها خصوصاً في الليالي وفي فصل الشتاء الذي تكثر فيه الرياح والأمطار والتي يصاحبها البرق والرعد المخيفان .