الغضب حالة تحدث للإنسان لأسباب أو بواعث معينة، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الذي لا يغضب إلا بحق وإلى حق، الغضب يتركز في شيئين:
١-إن الإنسان يغضب بصورة أعمى إذا حدث حدثا معينا على غير ما يريد، ولكن غير ما يريد ليس شيئا واحدا، بل متفاوتا من شيء إلى آخر، فتبعا لهذا التفاوت وللحالة الظرفية التي يكون فيها الإنسان ساعة الحدوث تكون طبيعة الغضب وشدته.
٢-يغضب إذا لم يحدث ما رغب في حدوثه، وأيضا مدى هذه الرغبة تحدد شدة الغضب.
والغضب لا فائدة منه، بل أضراره واضحة، فهو يذهب التوازن الطبيعي للتفكر والتفكير، فيغلب بالعاطفة والشدة على العقل برزانته وليونته، وهو يعطل تقريبا الاستنتاج العقلي الصحيح، والخضوع لهذا الاستنتاج ليس بالضرورة أن يكون استنتاجا محسوسا.
لأن الإنسان قد يستنتج حالات وأفكار دون أن يعي ذلك عن طريق الوعي بمراحل انتقال الاستنتاج من فكرة إلى أخرى، بل يكون الأمر في بواطن النفس، والغضب جند عظيم من جند إبليس، وهو يفسد الإيمان، إذا كان الغضب لا فائدة فيه إلا إذا وجهت طاقته إلى هدف صحيح، دون أن يكون لمجرد إفراغ هذه الطاقة هدرا أو تبعا للشيطان.
فإذا كان الغضب مضرا كان المناسب أن يبحث الإنسان عن وسائل لتهدئة نفسه، والذي فهمناه من مصادر الدين أن نلزم الحلم عند الغضب، ونبتعد مباشرة عن سبب الغضب، أن كان شخصا الابتعاد عنه فورا إذا أمكن ذلك، وتحمل الموقف الابتعاد، وأما إذا لزم المواجهة، فهذا موضوع آخر، وإن أمكن فتغير الموضوع المثار للجدل والانشغال فكرا بأشياء أخرى، وطبعا قبل ذلك أن تذكر الله، إلا أننا ذكرنا الله تعالى، أنه في بعض الأحيان لا يستحب ذكر الله، لئلا يؤدي إلى نتيجة عكسية، فيأثم الشخص نتيجة لغضبه ويتوجه إلى الدين وإلى الله بأفكار وألفاظ أو حالات نفسية فيها نوع من التقصير أو الحرمة، ويذكر الله إذا كان مستعدا إلى ذلك، ومتجاوزا للمرحلة الآنفة، و الحوقلة هي الأولى بالقول منذ بداية الأمر، ويستحب شم الهواء النقي الصافي، ويستحب النظر إلى الخضرة المطلقة، وعند بعض الأشخاص ممن لديهم هذه القابلية يستحب النوم، عن الإمام الباقر(ع): (من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب حرم الله جسده على النار) لأن الغضب والغيظ أمران بعيدين عن العقلانية، إذن كظمهما هو السلوك الصحيح وإن كان ثقيلان، (ما من عبد كظم غيظا إلا زاده الله عز وجل عزا في الدنيا والآخرة)، (من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا، فنظر أيها العبد إلى المردود العظيم لكظم الغيظ... الأمن والإيمان، اللهم اجعلنا ممن كظم غيظه وغضبه أنه سميع مجيب.