شهدت وسائل التواصل الاجتماعي اختلافا في آراء بعض الفلكيين حول إمكانية رؤية هلال شهر شوال مساء يوم الخميس القادم ٢٠ إبريل ٢٠٢٣ من أجل تحديد أول أيام عيد الفطر المبارك وبداية شهر شوال ١٤٤٤هـ.
ونقل حساب“ أخبار السعودية ”على التوتير رأيا للفلكي المشهور الدكتور خالد الزعاق أكد فيه بأن “يوم الجمعة القادمة هو أول أيام عيد الفطر المبارك”.
فيما خالف (مركز الفلك الدولي) رأي الزعاق ، وأكد أن عيد الفطر المبارك سيكون يوم السبت ٢٢ أبريل الجاري.
جاء ذلك في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر: “رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من أي مكان في العالم العربي والإسلامي”، وأضاف في نفس التغريدة: “رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالتلسكوب في غالبية دول العالم العربي والإسلامي باستثناء أجزاء من غرب أفريقيا ابتداء من ليبيا، إلا أن الرؤية تبقى صعبة جدا وتحتاج إلى تلسكوب دقيق وراصد محترف وظروف جوية استثنائية، واجتماع هذه العوامل قليل الحدوث، وبالتالي لا يتوقع أن يرى الهلال حتى باستخدام التلسكوب من أي مكان في العالم العربي ما لم تتوفر الظروف سالفة الذكر، وبالتالي الأصل باعتماد رؤية الهلال شرطا لبدء الشهر أن يكون عيد الفطر يوم السبت 22 إبريل”.
أما الفلكي عبدالله الخضيري فقال أن “رصد هلال شوال يوم الخميس يتوقف على عامل صفاء الجو”، وقال الخبير الفلكي الدكتور عبدالله المسند: “لا يمكن لأحد أن يجزم 100 % أن شهر رمضان الحالي سيكون 29 يوم أو 30 يوم… من يصرح بأن رمضان 29 يوم فهو يتكئ على الحساب الفلكي لا الرؤية الشرعية، وقد يتطابقان وقد لا يتطابقان”.
ويعتمد المسلمون على رؤية الهلال لتحديد بداية الأشهر القمرية استنادا على قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، إلا أن هناك اختلافا في المباني الفقهية للعلماء التي تنوعت بين من يشترط رؤية الهلال بالعين المجردة، وبين من يجيز استخدام الآلات المكبرة والمناظير والتلسكوبات، ومن يذهب لكفاية رؤية الهلال في بلد آخر في حال وجود اتحاد في الأفق، فيما ذهب عدد من العلماء إلى جواز العمل بالحسابات الفلكية الباعثة للاطمئنان واليقين بأن غروب القمر يأتي بعد غروب الشمس.
وسيكون الاقتران المركزي بين الشمس والقمر صباح يوم الخميس في تمام الساعة ٧:١٢ ص، ويرى بعض الفلكيين أنه حتى مع صعوبة رؤية الهلال مساء يوم الخميس إلا أنها ليست مستحيلة.
وتعتمد رؤية الأهلة على عدة معايير، أهمها: المكث (مدة بقاء القمر بعد غروب الشمس)، وزاوية ارتفاع القمر من الأفق وقت مغيب الشمس، وزاوية الاستطالة بين القمر والشمس، وعمر القمر منذ وقت الاقتران المركزي مع الشمس حتى غروب الشمس في يوم الاستهلال، وبُعد القمر أفقيا عن الشمس، ونسبة إضاءة القمر، مع أهمية توفر ظروف جوية مناسبة وعدم وجود عوالق ترابية.
ووفقا للمعطيات الفلكية (التقريبية) لأفق المنطقة الشرقية ليوم الخميس، فسيكون المكث حوالي ٢٣ دقيقة، وزاوية ارتفاع القمر ٣,٨ درجة، والاستطالة ٤,٨ درجة، وعمر القمر أقل من ١١ ساعة، وبعد القمر أفقيا بمقدار ٠,٥ درجة يسار الشمس، ونسبة إضاءة القمر ٠,٢٥٪ وهي معطيات تجعل رؤية الهلال شبه مستحيلة بالعين المجردة أو بالمناظير والتلسكوبات العادية, وذلك حسب معيار يالوب ومعايير الاستهلال لدى عدد من الجمعيات الفلكية ولجان الاستهلال بالمنطقة.
بينما ستكون المعطيات الفلكية ليوم الجمعة مهيئة لرؤية هلال شوال بسهولة.
الجدير بالذكر أن التقويم الرسمي والمعتمد في المملكة العربية السعودية (تقويم أم القرى) يعتمد على الحسابات الفلكية في تحديد أول أيام الأشهر القمرية، وتعتمد هذه الحسابات على ولادة القمر فلكيا واشتراط غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة، إلا أن المحكمة العليا بالمملكة تعتمد على ترائي الشهود وعلى إفادة دائرة الأهلة لإثبات بداية الشهور القمرية، ومن المتوقع أن تدعو المحكمة العليا عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة إلى تحري رؤية هلال شهر شوال يوم الخميس القادم.

موضع الهلال بالنسبة للشمس في المنطقة عند الغروب يوم الخميس (نقلاً من موقع جمعية القطيف للفلك)

خارطة رؤية الهلال في يوم الخميس حسب معيار بالوب (نقلاً من موقع جمعية القطيف للفلك)

موضع الهلال بالنسبة للشمس في المنطقة عند الغروب يوم الجمعة (نقلاً من موقع جمعية القطيف للفلك)

خارطة رؤية الهلال في يوم الجمعة حسب معيار بالوب (نقلاً منموقع جمعية القطيف للفلك)