
تمتاز الأحساء بالتجدد والإبداع على مرِّ العصور، ودائمًا ما تبهر الجميع بتحولها وتجددها المستمر في جميع الأصعدة. وبالرغم من تقدم التقنية والمِهَن، تبقى الأحساء متمسكة بإرثها العظيم وهو الحِرف المهنية التي لطالما ارتدى ثوبها أجداد وآباء أهالي الأحساء.
من هنا نرى تشييد المباني للحفاظ على المِهن التاريخية في الأحساء، حيث في الفترة المنصرمة شيَّدت أمانة الأحساء-مشكورة- قلعة الحرفيين الواقعة خلف سوق القيصرية التاريخية.
القلعة تُعتبر صرحًا مميزًا ومُتَنَفَّس سياحي لأبناء وزوار الأحساء. عند دخولها تَشُم فيها رائحة الأجداد وحِرفهم، حيث تبتهج النفس وتستأنس. تُحافظ هذه القلعة المعمارية على الإرث التاريخي والحضاري، وتُأصِّل لدى الجيل الحالي الاعتزاز بالماضي والتطلع لمستقبل زاهر بكامل الإيمان بتميز وطننا المملكة العربية السعودية.
وَتُعتبر الحِرف اليدوية جزء لا يتجزأ من تاريخ المملكة خصوصًا مدينة الأحساء. وتتميز القلعة بطراز عمراني مبدع وجمالي مناسب لحمل الإرث التاريخي الإحسائي. ويهدف هذا المشروع إلى احتضان الحرف اليدوية وتعزيزها لدى المواطنين.
وتبلغ مساحة القلعة بما يزيد عن ١٢ ألف متر مربع وينقسم إلى قسمين. يتكون القسم الأول من ٨٦ متجرا مخصصة للحِرف ذات النشاط الذاتي، أمّا القسم الثاني يتكون من ٢٦ متجرًا مخصصة للحرف التي يستخدم فيها الماء. ويتوسط المشروع في منتصفه فناء جميل يحوي مقاهي شعبية ومخبز تنور شعبي ومتاجر للأكلات الشعبية المشهورة لدى الإحسائيين. ونقلاً عن أمانة الأحساء “يحتوي السوق على أكاديمية خاصة لتعليم الحرف اليدوية من قبل حرفيين ذو خبرة عالية في مجالهم، حيث يقومون بنقل خبراتهم من خلال هذه الأكاديمية للأجيال القادمة؛ وذلك لضمان المحافظة على هذه الحرف، ودعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحرفية واستدامتها.