
كانت ترتفع أكفه في كل يوم نحو السماء يشير بأصابعه لغةً لا يفهمها إلا أقرانه يدعو لصديقه “جعفر” بالعافية والصحة من مرض طويل ألم به غيّبهُ عنه فترةً من الزمن في رحلة علاجيه خارج البلاد، وكانت جل إشاراته المخنوقة التي لا تعرف معنىً للصوت منذ أن عرف الحياة هي فقط دعوات له بالشفاء وعودته إلى أصدقائه وعالمهم المتميز والمختلف عن بقية العوالم الأخرى، لكن كانت للقدر كلمة، وللموت قوة، فقد غُيّب جعفر عن الحياة، آمن “عبد الهادي” بالقضاء والقدر وأيقن أنه كما للقدر كلمة فإن للحياة اتساع، ولأن صوته يُقرأ ويُرى فقط “بالإشارات” قرر أن ينعى صديقه ويواسي أهله برسالة مصورة تتضمن أصدق التعازي والمواساة.
المرسل: عبد الهادي يوسف الأحمد
المرسل إليه: أسرة وذوي الفقيد جعفر إبراهيم الموسى “رحمه الله”