
من دوافع الرقي ومآثر شحذ الهِمم ، وعلى خُطى السالكين نحو التقدّم التعليمي ومدى انعكاساته على الفرد والمجتمع ، وباستهداف الشباب والفتيات الذين لا زالوا في مهد تعليمهم ودراستهم ، أردنا أن نأخذكم إلى مراكب التميز الدراسي والتعليمي بالعبور إلى شواطئ الدراسات العليا بأنموذج منيزلاوي حيّ وهو الدكتور علي المحمد أبوحسن ليتدفّق إلينا بما احتوته حياته الدراسية والعلميّة وأهم النصائح والإرشادات التي يمكن تصويبها ناحية الفئات الشبابيّة المبكرة في بلدة المنيزلة وخارجها .. والآن نترككم مع اللقاء :
? 1 قدم لنا نبذة بسيطة عنك ؟
• أنا د. علي حسن المحمد من مواليد الاحساء عام 1972 ميلادي أعيش في المنيزلة الحبيبة متزوج ولدي ثلاثة أبناء وابنتان وأعمل بالشركة السعودية للكهرباء كمدير لدائرة الهندسة والتصاميم بالشرقية ونائب رئيس المجلس العلمي وعضو فريق التخطيط الاستراتيجي لشركة نقل الكهرباء
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 2 حدثنا عن كيف تقضي يومك ؟
• حيث أنني ما زلت على رأس العمل فأنا أقضي ما يقارب من ثلث يومي فيه وتتنوع نشاطاتي في الثلث الثاني بين القراءة وممارسة رياضة المشي وتوفير متطلبات الاسرة اما الثلث الثالث فأقضيه في متابعة بعض البرامج التلفزيونية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي والخلود إلى الراحة بطبيعة الحال
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 3 توجهاتك وهواياتك وميولك ؟
• توجهاتي علمية وهندسية بحكم تخصصي في الهندسة الكهربائية واحرص على متابعة ما يستجد في التخصص وما يؤثر في صناعة الكهرباء على مستوى العالم حيث أن لها انعكاسات مباشرة وغير مباشرة علينا في المملكة ولا شك انكم تدركون أهمية قطاع الكهرباء وتأثيره على حياتنا في جوانبها المختلفة.
اما هواياتي فتأتي القراءة على رأس القائمة وتتنوع الكتب التي أقرأها بين دوواين الشعر وكتب التخصص وكتب الثقافة العامة وتطوير الذات ، وأنا أميل إلى اكتساب الجديد من المعارف وخصوصا تلك المرتبطة باستشراف المستقبل وبحوث الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 4 من هو الشخص الذي أثر فيك للنجاح دراسيًا ؟؟
• لوالدي رحمه الله ووالدتي أطال الله في عمرها الفضل بعد الله تعالى في دعمي والتأثير الإيجابي علي للنجاح والتميز دراسيا ويأتي بعد ذلك جميع الأساتذة الذين درسوني في مختلف المراحل من المرحلة الابتدائية وحتى مرحلة الدكتوراه ففضلهم علي كبير وقد أثروا في جميعا للنجاح
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 5 هل حدثتنا عن مراحلك الجامعية ( البكالوريوس ، الماجستير ، الدكتوراه ) ومن أي الجامعات حصلت عليها ؟
• حصلت على شهاداتي العلمية الثلاث لمراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تخصص علوم الهندسة الكهربائية ، بدأت الدراسة لمرحلة البكالوريوس بعد تخرجي من المرحلة الثانوية مباشرة وكان ذلك في عام 1989 ميلادي وانهيتها في خمس سنوات حيث حصلت على شهادة البكالوريوس عام 1994 بمرتبة الشرف الأولى ، ومما يجدر ذكره خلال هذه المرحلة أنني قد حصلت بعد إكمال السنة الدراسية الثانية في الجامعة على قبول من الشركة السعودية للكهرباء في برنامج الابتعاث الداخلي حيث أكملت السنوات الثلاث الأخيرة في الجامعة كمبتعث من قبل الشركة حيث توظفت فيها مباشرة بعد التخرج
أما مرحلة الماجستير فقد اكملتها مباشرة بعد مرحلة البكالوريوس وأنا على رأس العمل بالشركة بنظام التفرغ الجزئي وانتهيت منها في غضون خمس سنوات حيث حصلت على الشهادة عام 1999
حاولت بعدها إكمال للحصول على درجة الدكتوراه بنفس الطريقة أي بنظام التفرغ الجزئي إلا أن أنظمة الجامعة في ذلك الوقت لم تكن تسمح بذلك فتوقفت عن الدراسة لمدة ثمانية أعوام حتى عام 2007 ، في عام 2007 تغيرت بعض الأنظمة في الجامعة وكان منها السماح بالدراسة لمرحلة الدكتواره بنظام التفرغ الجزئي المشروط بقضاء سنة تفرغ واحدة فقط وعدت مرة أخرى لمقاعد الدراسة بعد قبولي من الجامعة للانضمام في البرنامج وقد حصلت على الشهادة في خمس سنوات وتخرجت عام 2012 كأول خريج دكتوراه من الجامعة في تخصص علوم الهندسة الكهربائية بنظام التفرغ الجزئي
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 6 ماهي العوامل المؤثرة في نجاحاتك الدراسيّة ؟
• العوامل المؤثرة في نجاحاتي الدراسية كثيرة من أهمها :
– الرغبة في النجاح والتميز والحرص على تحقيق مستويات نجاح أعلى مما حققته سابقا فأنا أؤمن بأن النجاح لا سقف له والانسان هو الذي يحدد هذا السقف لنفسه
– اما العامل الثاني فهو الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف الموضوعة فالنجاح في أي مجال من المجالات مرهون بما يبذله الإنسان من جهد وتعب
– وهناك عامل مهم آخر وهو الصبر وعدم اليأس والاستفادة من دروس الفشل والاخفاق أن حصلا لتفاديهما مستقبلا
– وكذلك تشجيع وتحفيز الذات عند تحقيق أي نجاح حتى ولو كان صغيرا لدفعها لتحقيق نجاحات أكبر في المستقبل
– وأخيرا لا أنسى عامل الثقة بالله عز وجل في كل وقت وعلى كل حال فالله لا يضيع عمل كل عامل وهو ولي التوفيق
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 7 هل تعتقد أنك قدمت للمجتمع ما يوازي مؤهلاتك أو هل استفاد المجتمع من حصولك على درجة الدكتوراه بالتحديد ؟
• بالنسبة للمجتمع الإنساني أعتقد ولله الحمد أن بحوثي العلمية المنشورة في أبرز المجلات العلمية المتخصصة قد تميزت على مستوى العالم ويتم الرجوع إليها باستمرار من الباحثين في مختلف الدول ويتم تزويدي بتقارير دورية عن إعداد الباحثين الذين يقرؤون بحوثي ويرجعون إلى نتائجها والدول والمراكز العلمية والبحثية التي ينتمون إليها
وعلى صعيد الإضافات العلمية لدي ولله الحمد ثلاث براءات اختراع عن استخدام وحدات القياس المتزامن في تحديد مواقع الاعطال بالشبكات الكهربائية
بالنسبة للتعاون مع الجامعات عملت مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في بناء وتطوير برنامج ماجستير الطاقة المتجددة والمشاركة كممتحن خارجي لطلاب البرنامج في مشاريع التخرج ، وقد تم إختياري مؤخرا كمستشار للعمل مع جامعة الملك فيصل بالأحساء لتطوير مناهج قسم الهندسة الكهربائية بالجامعة
وعلى صعيد العمل ساهمت في تطوير الكثير من المهندسين والاستفادة من دراساتي العليا في تحقيق الكثير من الإنجازات الفنية والمالية ، وكذلك استفاد الكثير من طلاب الدراسات العليا مني عند طلب التوجيه والمساعدة
وعلى صعيد مجتمعنا المنيزلاوي انا جاهز لتلبية ما يطلب مني في هذا الشأن واطمح أن يتم الاستفادة من تجربتي في الدراسات العليا بشكل أفضل من أبناء المنيزلة مستقبلا وان تكون هذه التجربة مصدر إلهام لهم لتحقيق أعلى درجات النجاح
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 8 ما سبب قلة الحصول على الدكتوراه في المنيزلة أو شح الدراسات العليا إجمالاً ؟
• في الواقع لا أعلم السبب على وجه التحديد ولكن ربما نحتاج إلى تشجيع ابنائنا ورفع مستوى الطموح لديهم فالعالم يتغير بسرعة ومع هذا التغير تزداد الحاجة للعلم أكثر وأكثر
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 9 ما ينقص الشاب المنيزلاوي لكي يتمكن من إكمال دراسته من وجهة نظرك ؟
• أعتقد أن شبابنا يحتاجون إلى إدراك أهمية العلم في حياة الإنسان وانه ليس مجرد وسيلة للحصول على الوظيفة وحسب
ويحتاج شبابنا كذلك إلى تعزيز الثقة في أنفسهم فهم بلا شك قادرون على الحصول على الدرجات العليا متى ما عزموا على ذلك بل ربما يحققوا نجاحات غير مسبوقة إذا كانت رؤيتهم للمستقبل واضحة وكان لديهم حرص على الانجاز والتميز
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 10 هل الوظيفة وضيق المعيشة بالنسبة للشباب المنيزلاوي هي عائق حقيقي في تعطيل إكمال الدراسة ، أم أن الركون إلى الكسل واختصار المشوار التعليمي هو العائق ؟؟ أو أن تركيبتنا الاجتماعية موجهة إلى بُعد محدود فيما يخص الدراسات العليا أو أن الفرص محجّمة ومحدودة ؟؟
• لا أعتقد أن هناك سببا فعليا يمنع الإنسان من مواصلة دراسته العليا إلا أن يقرر هو ذلك وهناك الكثير من الشواهد للمتميزين والناجحين على مستوى العالم ممن كانوا يعيشون ظروفا معيشية صعبة للغاية وكان بعضهم كذلك من ذوي الهمم ولعل القراءة في سيرة هؤلاء الناجحين والمتميزين تكون حافزا لأبنائنا وبناتنا على رفع سقف الطموح لديهم
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 11 فيما لو تزايدت أعداد الحاصلين على درجات أكاديمية عالية في المنيزلة .. هل تعتبر أن المجتمع في حاجة لذلك ؟
• أعتقد أننا بحاجة ماسة لذلك من الجنسين وفي مختلف التخصصات وكلكم يعلم أن تعداد السكان في المنيزلة يزيد عن 20000 نسمه وعلى سبيل المثال فإن نسبة واحد من ألف من هذا العدد (وهي نسبة ضيئلة) تعني أن يكون لدينا 20 شهادة دكتوراه في البلد ولكن الأمل كبير في أبنائنا وبناتنا أن يكونوا اكثر طموحا وتميزا في المستقبل أن شاء الله تعالى
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 12 هل من نصائح توجهها لأبنائك الطلاب والطالبات ؟
• النصيحة الأولى لهم هي ادراك الطاقة الكبيرة الكامنة لديهم والعمل على تسخيرها والاستفادة منها وكما ورد عن أحد الائمة المعصومين (ما عجز البدن عن شئ قويت عليه النية) فتسلحوا بالعزيمة وسوف تصنعون المعجزات
– النصيحة الثانية الحرص على التطور والتقدم المستمر في الحياة بتحصيل العلوم والمعارف واكتساب المهارات وان يكون اليوم أفضل من الأمس ولعل كلام المعصوم (من تساوى يوماه فهو مغبون) تختصر الحديث في هذا الشأن
– النصيحة الثالثة حب العلم والصبر عليه فالشاعر يقول
ومن لم يذق مر التعلم ساعة
تجرع ذل الجهل طول حياته
– النصيحة الرابعة الوقت أثمن ما أعطاه الله للإنسان فاحرصوا على الاستفادة من كل ثانية منه وضعوا انفسكم في المكان الذي تتمكنون فيه مستقبلا من صناعة الإبداع وكتابة التاريخ من خلال انجازاتكم
=•=•=•=•=•=•=•=•
? 13 كلمة أخيرة :
• أقول لأبنائي الطلاب وبناتي الطالبات أن العالم يتغير بشكل متسارع والبشرية اليوم تقفز قفزات كبيرة في مختلف المجالات فكونوا على قدر التحدي وكونوا من صناع المستقبل ومن يقرأ منكم في بعض تخصصات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة والروبوتات والتحول الرقمي والطباعة ثلاثية الأبعاد والطاقة المتجددة ووسائل المواصلات ذاتية القيادة وغيرها يدرك الحاجة إلى التسلح بسلاح العلم والمعرفة
وأخيرا أشكر صحيفة المنيزلة نيوز والاخ بوروان تحديدا على هذا اللقاء مع تمنياتي لكم بالتوفيق
التعليقات 3
3 pings
المحمد
2020-02-20 في 2:28 م[3] رابط التعليق
شرف لنا يا فخر المحمد ربي يديم نعمة العافيه عليك ولد عمي ❤️
ابراهيم احمد الحسن
2020-02-20 في 4:32 م[3] رابط التعليق
مرحى ابو حسن تستاهل كل خير تبقى تاج ? على رؤسنا ياغالي وفقكم الله
عبدالله البراهيم
2020-02-20 في 7:10 م[3] رابط التعليق
نشكر الدكتور علي المحمد على هذه المعلومات المعبرة والمحفزة ونتمى له المزيد من النجاحات المتواليه في المستقبل حيث انه قدوة للشباب الطموح الساعي للتقدم على المستوى العالمي حيث العطاء العلمي من دون حدود ..
ونشكر الصحيفة والمحاور على برنامج اللقاءات المتميز ونتمنى المزيد المستمر لابراز الشخصيات المستحقة والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الحياتية .