
تأخر النطق اللغوي عند الأطفال مهمة صعبة تواجهها العديد من الأمهات، ويرجع ذلك لعدة عوامل تختلف من طفل لآخر، فيما ساهمت الأجهزة الإلكترونية التي توضع في يد الأطفال بسن مبكرة بجعلهم متلقين فقط، بدون أي حافز للنطق والتخاطب.
»أسباب وراثية
في البداية، أفادت أفنان أم عبدالقادر بأن مشكلة تأخر النطق لديهم في العائلة بشكل وراثي، مشيرة إلى أنها لاحظت أن النطق لدى ابنها ذي العامين ليس كباقي الأطفال، وأن لسانه ثقيل في النطق، ما جعلها تذهب به للمستوصف ليفحصوا حالته، إلا أنها لم تستفد من تلك المراجعة، لتقوم بنفسها بمحاولة تلقينه بعض الكلمات، وقراءة القرآن الكريم معه، إلى أن استطاع أن ينطق بعض الحروف والكلمات في عمر خمس سنوات.
»النطق بالإنجليزي
وذكرت أم الحر الشبيني أن ابنها لديه مشكلة في النطق بالعربي، حيث لاحظت عليه أنه ينطق كلمات باللغة الإنجليزية أكثر من العربية، وبذهابها إلى المستشفى أفاد الأطباء بأنه أمر طبيعي في عمر السنتين.
وبينت فاطمة موسى أم هادي أنها عانت كثيرا مع ابنها في موضوع تأخر النطق رغم محاولاتها المستمرة تعليمه كيفية النطق، مشيرة إلى أنه عندما يريد شيئا يحاول أن يخاطبها بالإشارات، كمسك بطنه إذا كان يشعر بالجوع، أو وضع يده على عينيه إشارة لرغبته بالنوم.
»عوامل مختلفة
وعن أسباب تأخر النطق عند الأطفال ذكرت أخصائية النطق والتخاطب أماني سمارة، أن ذلك يعود لعوامل تختلف من طفل لآخر.
وقالت: هناك عوامل داخلية وأخرى خارجية تؤثر في قدرة الطفل على النطق والحديث بشكل طبيعي، فمن الأسباب الداخلية أن يشكو من ضعف السمع، أو وجود تأخر عقلي، أو لديه طيف توحد، فيما تكون العوامل الخارجية متعلقة بالبيئة المحيطة بالطفل.
»أسباب عضوية
وبينت سمارة أن أسباب التأخر اللغوي العضوية عند الأطفال تعود لإصابة مراكز الدماغ إما قبل الولادة كأسباب وراثية وجينية أو مرض الأم، أو أسباب أثناء الولادة مثل نقص الأكسجين أو الاصفرار، أو ما بعد الولادة مثل ارتفاع درجة الحرارة والالتهابات والأمراض والحوادث المسؤولة عن اللغة الاستقبالية.
وأوضحت أنه يجب إجراء فحص السمع بعد ولادة الطفل؛ لاكتشاف إن كان يشكو من ضعف في السمع بشكل مبكر لتستطيع الأسرة علاج المشكلة وعدم التأخر في ذلك.
»الأجهزة الإلكترونية
ونوهت أماني سمارة بأن إلهاء الطفل ووضعه أمام الأجهزة الإلكترونية كالايباد قد يجعل الطفل لا يشعر بالرغبة في التخاطب والنطق بسبب نوعية البرامج التي تجعله مجرد متلقٍ.
وأكدت أن للأسرة دورا كبيرا في هذه المشكلة ويجب أن يكونوا على مستوى عالٍ من الوعي الثقافي؛ ليساعدوا الطفل على تخطي هذه العقبة في المستقبل، ولابد من تواصل الأم بشكل يومي والجلوس مع الطفل بشكل خاص.
»قصص للأطفال
وبينت أن من أفضل طرق تنمية اللغة لدى الأطفال تشجيعهم على قراءة القصص، بالإضافة إلى تحديد ساعة أو ساعتين فقط باليوم للشاشات، وأن تتكلم الأم مع طفلها أثناء الاعتناء به، فهي فرصة لتعليمه.
وأضافت: بإمكان الأم وهي تعد الطعام للطفل أن تسمي مفردات الطعام وبالتالي يسمعها الطفل ويخزنها ويقوم بتعلمها وترديدها، وإذا كان هناك أي شك لدى الأهل بوجود تأخر لغوي لدى طفلهم فلا بد من مراجعة أخصائي نطق ولغة؛ لإجراء التقييم وإعطاء الطفل الجلسات العلاجية بما يناسب حالته.