
المسحراتي أو ” بوطبيلة ” لا زال يذكرنا بالتراث القديم بتراث الأباء والأجداد رغم التكنولوجيا الحديثة إلا أن لهذه المهنة طابع تاريخي يبعث السعادة ويشنف الأسماع عندما يحن موعد السحور حيث يذكر بوطبيلة أو المسحراتي المؤمنين بموعد تناول وجبة السحور ، وكان سابقًا لاتوجد أجهزة تنبيه كما هو عليه الآن من وسائل حديثة ولا السهر الحالي ، ومع مرور الزمن تناقل بعض شباب المنيزلة هذا الموروث التاريخي على أعتاقهم معرفين الجيل الحديث بأداة تنبيه الجيل الماضي أوقات السحور .
وفي لقاء مع مسحراتي بلدة المنيزلة حسين الشهيب وبرفقته طاهر الحريب عن هذه المهنة القديمة قال : بأن أغلب الجيل لم يعش جيل الأباء والأجداد قديماً في بعض الممارسات والعادات أوقات شهر رمضان المبارك ونحن امتداد لجيل سبقنا في هذه المهنة لنحيي هذه العادة الجميلة “وطبعًا لحقنا على الحاج حسين الحسن رحمة الله عليه ” عندما كان يجوب شوارع المنيزلة وأزقتها ويشنف أسماع الأهالي بصوت طبلته وكنا وقتها أطفال نتبعه فرحين وكانت تزداد فرحتنا في أيام الخامس عشر من شهر رمضان حيث “القرقيعان ” وكنا نطرق الأبواب والأهالي يوزعون علينا الحلوى والمكسرات فرحاً بهذه المناسبة ولم يدر في خلدي بأن أمتهن هذه المهنة الجميلة إلا أن حبي وشغفي لهذه المهنة جعلني أخوض غمارها .
أنا وزميلي طاهر الحريب حملنا على عاتقنا بأن نحيي هذه المهنة ونحافظ عليها من الاندثار وما يجعلنا نسعد هو فرحة الأطفال وهم يتبعونا والابتسامة ترتسم على محياهم في هذا الشهر الكريم .