القوبعة طائر صغير الجسم يساوي حجم العصفور وهو من رتبة العصفوريات مغرد وشكله جميل وله اسم آخر يعرف به في بعض المناطق (القبرة أو القنبرة ) ، يكثر تواجده بجانب الحقول الزراعية وفي المناطق الصحراوية والرملية وفي السبخات وعلى جانب الطرقات غير المعبدة .
يغلب عليه اللون الرمادي سمي بالقوبعة لوجود تاج من الريش أعلى رأسه يشبه القبعة ، كذلك عندما يطير من الأرض فإنه يقبع برجليه قبعاً أي بسرعة شديدة .
يتغذى على بعض أنواع الحبوب والفواكه وبعض الحشرات الصغيرة التي يجدها في طريقه أو مكان إقامته ، ويتزاوج وقت التكاثر وتضع الأنثى عدد من البيض في عش تبنيه داخل الرمال في الصحاري والسبخات في أماكن تتواجد فيه الأشجار الصغيرة كالسود بحثاً عن الظل لأن القوبعة هي الطائر الوحيد الذي لا يبني أعشاشه على النخيل والأشجار بل يبنيها في البراري في أماكن مكشوفة على جانب الطرقات .
تحب القوبعة اللطافة مع الإنسان فهي لا تكترث منه كثيراً وتجعل من يريد اصطيادها يتمكن من الوصول إليها إلى بعد سنتيمترات ثم عندما يهم بالقبض عليها تقلع وتطير من على الأرض تاركةً صيادها في حسرة وندم لأنه قاب قوسين أو أدنى من الإمساك بها .
بنى الإنسان مع كل الطيور التي عاش معها علاقات وكون مع بعضها صداقة فالإنسان من طبعه يحب المرح خصوصاً مع مثل هذه الطيور المغردة والجميلة التي تجعل للإنسان وقتاً ينسى به همه وغمه ويجعله يخرج من ضغوطات الحياة وصعوباتها ومن تلك الطيور القوبعة ، فقد كان القدماء يرددون ذلك كثيراً وبنغم خاص حيث قالوا فيها التالي :
( يا قوبعة يا أم الصوف
أكلتي زرعي وأنا أشوف آخذ وليدك وامصعه وأذبه في المربعه ) ، وقد قيل هذا النشيد فيها لأن الإنسان لا يقدر على الإمساك بها وهناك صعوبة في ذلك لكن أذهب إلى عشك وأخذ وليدك ( صغيرك ) وأمصع اجنحته وأجعله لا يقوى على الطيران واسبب له إعاقة إذا لم تكفِّ عن أكل زرعي الذي تعبت عليه .
كذلك يشبهون الإنسان الكذاب ( قوبعة ) لأنها تجعل الإنسان يقترب منها ثم تفر ، فالإنسان الذي يمنيك كذباً والذي يعطيك الشمس في يد والقمر في يد ، فهو كالقوبعة سرعان ما تقبع من الأرض كما هو الإنسان الكذاب سرعان ما ينكشف كذبه وتتبخر أمانيه وتذهب في الهواء .
قال فيها كبار السن والآباء : ( إنها تنزل الراكب من على مركبه) ، ذكرنا فيما تقدم من أن القوبعة تعيش على جانب الطرقات فعندما يمر الراكب عليها تحاول الاقتراب من دابته مغرية الراكب بصيدها فينزل من على ظهر دابته ( الحمير أو الخيل أو الإبل ) بقصد الإمساك بها وما أن يقترب منها تهرب منه بسرعة شديدة ومن ذلك قالوا فيها إنها تنزل الراكب .
ويقال لمن يأتي في مكان ويكثر من كسب الذنوب : ( قوبعة تأتي بذنب وتروح مرفعة ) .
لم نعد نشاهدها بكثرة كما قبل عدة سنوات فلنا الحق ان نقلق على مثل هذه الطيور الجميلة من الانقراض وزوالها من على سطح الأرض .