رُطب الأحساء لَهُ طعم خاص ومميز بالنسبة لسكان المنطقة الشرقية بالخصوص الإحسائيين ومن لهم صلة بالأحساء ودوّل الخليج الشقيقة، حيث ينتظره الجميع لتناوله بجميع أنواعه السكرية اللذيذة، فالبعض يقدمه لضيوفه مع القهوة والبعض يقدمه مع الطعام مع اختلاف الثقافات والعادات لكل منطقة.
وفِي هذا التقرير سنتعرف على مراحل الرطب وأنواعه الأحسائية والصعوبات التي تواجه المزارعين في جّني (خرف) الرطب منذ بدايته الى نهايته.
تكون المرحلة الأولى (وضع اللقاح أو ما يسمى بالإنبات أو النبات) فمن خاصيات نخيل التمر أن الأزهار المذكرة والمؤنثة لا توجد على نفس الشجرة لذا من الضروري أن يتدخل الفلاح في الوقت المناسب ليقوم بنقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر إلى المؤنث حيث تتم علمية الإخصاب وتكوين الثمار.
و تتمثل علامة نضج الأزهار المؤنثة في تشقق الغلاف و بروز الشماريخ. وحيث تعتبر عملية التلقيح هذه من أهم العمليات الأساسية للحصول على إنتاج وفير، إلا إن نتائج التلقيح الطبيعي غالبا ما تكون ضعيفة جدا، وقد تلاقي عراقيل كثيرة كسرعة الرياح أو علو النخيل أو عوامل جوية وبيئية أخرى. إلا أن الجو الحار التي تتميز به محافظة الأحساء له تأثير جيد على التمر والرطب فيجعله ذات صلابة وينضج بسرعة بعكس المناطق الدافئة.
وعن موعد التلقيحِ قد يختلف الموعد المناسب لتلقيح نخيل التمر حسب الأصناف والظروف المناخية وعادة ما تتراوح هذه الفترة من شهر مارس إلى أواخر مايو.
وعادة ما تتم هذه العملية في الربيع بعد اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه بيومين إلى خمسة أيام بالنسبة لبعض النخيل ويتم وضع من 3 – 5 شماريخ (حسب صنف النخيل وحجم الشماريخ) مذكرة مقلوبة داخل العرجون لتتساقط حبوب اللقاح على الأزهار المؤنثة.
ثم يتم ربطه بسعف النخيل ربطة خفيفة ستفتح فيما بعد مع نمو حجم الثمار وهنا تنتهي مرحلة اللقاح وهي المرحلة الاولى وينتظر المزارعون المرحلة الثانية حيث تغير حجم الثمر حتى تكبر شيئاً فشيئاً الى أن تتحول الى اللون الأصفر او حسب نوع النخلة وجزءً منها متمر، لتبدأ عملية الجني أو ما تسمى (بالخرف) عند الإحسائيين.
وتتميز بعض مزارع الأحساء بتعدد أنواع الرطب فيها، فتجد الطيار والمجناز والغر والخلاّص والشيشي والشبيبي والخنيزي والشهل والوصيلي والزاملي والهلالي.
ويصنع السلوق الذي تشتهر به المنطقة من (الشبيبي والزاملي والهلالي) حيث يغلى في الماء ثم ينشر في الشمس حتى يجف.
أما عن الصعوبات التي تواجه المزارعين فقد تختلف من مزرعة إلى أخرى ومن نخلة دون أخرى، حيث بعض المزارعين لايستطيعون صعود بعض النخيل الطويلة لكبر سنهم أم لمشكلة صحية فإما أن يستأجر أحد العمال ليقوم بالمهمة أو تترك النخلة إلى أن تتحول إلى تمر وتوضع للمواشي .
ومن الصعوبات أيضاً أن الثمر الذي يجنى من النخلة لايسد مادُفع عليها من سماد وتنظيف وتلقيح مع إرتفاع الأسعار في هذه الفترة وتواجد العمالة الوافدة بشكل كبير في الأسواق مما يجعل المزارعين يتحسرون على تكدس رطبهم أو بيعه بثمن رخيص .
وقد يكون الجو الغباري أحدى الأسباب المؤدية لتلف الثمر إذا لم تكن هناك متابعة دائمة ورشه بالماء وبعض المواد للحفاظ عليه من تغيرات الجو .
وفي هذه الصورة ستشاهد بعض أنواع الرطب الأحسائي