التربية النموذجية في القران
كلمة الاستاذة والمربية الفاضلة أم منتظر الاحمد والتى قدمتها في يوم الطفل الرضيع العالمي والذي أقامته اللجنة النسائية صباح يوم الجمعة الماضية في الحسينية الهاشمية ..
ويقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ {الطور:21}.
ا
تعتبر الأسرة هي النواة الأولى لبناء المجتمع ، إن صلح أفرادها صلح المجتمع و إن فسدوا فسد ، و يعتبر الأبناء اليوم رجال المستقبل هم الذين ينهضون بالأمة أو العكس لذا وجب الاهتمام بهم و تربيتهم تربية سليمة و إعدادهم إعدادا جيدا يؤهلهم لحمل الأمانة ، فجادت العقول بالافكار ، وزخرت المكتبات بالكتب و المؤلفات في فنون التربية للأولاد مليئة بالأفكار و النظريات إلا أنها ليست عامة و شاملة لكل زمان و مكان .و للوصول إلى نظريات و أفكار عامة و شاملة و نافعة على مر الأماكن و الأزمان لا يسعنا إلا العودة و اللجوء إلى القران الكريم ، دستور حياتنا الذي إن تمسكنا به لن نضيع و لن نخيب أبدا. و الذي اعطى اهمية كبرى للاخلاق و التربية .
كلمة التربية تحمل المعاني التالية[3] :
1. الإصلاح والتوجيه كما في فعل ربى يربي
2. انمو والزيادة على فعل ربا يربو
3. التنمية والتغذية والتنشئة في فعل ربي يربى
جون ستيوارت ميل بأنها[4] : جميع ما نقوم به من أجل أنفسنا وما يقوم به الأخرون من أجلنا بغية الاقتراب من كمال طبيعتنا
و لعل وصايا لقمان الحكيم الواردة في سورة لقمان تعد منهجا متكاملا لتربية الأبناء وبناؤ الذات ، فهو تناول الجانب العقائدي والعبادي والاخلاقي والاجتماعي والادابي كونها صادرة عن رجل صالح حكيم (و لقد أتينا لقمان الحكمة) (لقمان 12)
ولنقف على بعض مما اوصى به لقمان ابنه:
1- الوصية الاولى: ترتبط بالجانب العقائدي فقال : ( يا بني لا تشرك بالله ، ان الشرك لظلم عظيم) ( لقمان 13)
2- الوصية الثانية: ترتبط بجانب الحقوق والواجبات ( ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن ، و فصاله في عامين ان اشكر لي و لوالديك الي المصير) ( لقمان 14 )
.
3- الوصية الثالثة: ترتبط بالجانب السلوكي ( و اتبع سبيل من اناب الي) ( لقمان 15 )الامر باتباع طريق اهل الصلاح.
4- الوصية الرابعة: ترتبط بالجانب الايماني ( يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يات بها الله ، ان الله لطيف خبير) ( لقمان 16 )
وجوب مراقبة الله تعالى في الحركات و السكنات و كافة الاحوال و الاعمال ، لانه لا تخفى عليه خافية لا في الارض و لا في يالسماء. لكي نؤصل في اطفالنا وجود الله في حياتهم فلا نقول له افعل كذا ليقال عنك كذ ولا اترك كذا حتى لا يقال عنك كذا لاننا بهذه الطريقة نؤصل لرقابة المجتمع بدل الرقابه الالهية .
5- الوصية الخامسة: ترتبط بالجانب العبادي (يا بني اقم الصلاة) ( لقمان 17 )
وجوب اقامة الصلاة و ادائها باركانها وواجباتها بخشوع.
6- الوصية السادسة: ترتبط بالجانب الاجتماعي ( وامر بالمعروف و انه عن المنكر ) ( لقمان 17 ).
وجوب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.
7- الوصية السابعة: ترتبط بالجانب الاخلاقي( و اصبر على ما اصابك ) ( لقمان 17 )
8- الوصية الثامنة: ترتبط بفن التعامل مع الناس الجانب الآدابي ( و لا تصعر خدك للناس) ( لقمان 18 )
وهذه الوصية كذلك
9- الوصية التاسعة: ( و لا تمش في الارض مرحا ، و اقصد في مشيك) ( لقمان 18-19 )
10- الوصية العاشرة: ( واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير) ( لقمان 19 )
قال ( ص) : ( ويل لاولاد اخر الزمان من ابائهم ) لماذا ؟
وهل يتعمد احد الاضطرار بولده او إيذائه لما الويل ؟
اننا في مجال التربية نقع بين طرفي الافراط والتفريط .
إما نسلم ابناءنا للتكنولوجيا الحديثة او للعاملات او للشارع او نحتكر حرياتهم ونلزمهم بنظام مثالي مفرط مما يؤدي الى تمردهم مستقبلا
ومن موارد الويل التساهل معهم في انعدام الحس بالمسؤولية وغياب الاعتماد على النفس فنبني جيل غير مبال وخامل ومتسيب .
والمصداق الثالث للويل ازدواجية المعاير والكيل بمكيالين كأن اقول له لا تكذب وانا اكذب او امره بالصلاة وانا متسيب او اجعل الفتاة ترتدي حجابها في مكان ما وامرها بخلعه في مكان اخر .
والويل لابناءنا منا حتى على مستوى غذاءهم نحرص على بناء الاجساد ونهمل الجانب الروحي فاللقمه الحلال او الاكل المشتبه فيه او الاكلات المثلجة من لحوم وغيرها فهي تبني الاجساد لكنها تهدم الارواح . لذلك نرى ابناءنا قساة عنيدين متمردين على اوامرنا وارشادتنا كل ذلك من تأثير اللقمه الحرام .
ومن مظاهر الويل التخبط في توجيههم وارشادهم فلا نقول للطفل اذا ضربك فلان فاضربه واذا شتمك فاشتمه واذا سرقك فسرقه فهذا تصرف الحمقى ومما يجافي المنطق والتعقل.
واخرها ويل لهم منا حتى في اسماءهم فقد نجني على اطفالنا بتسميتهم باسماء آلهو ومعبودات وجن وغيرها مثل االاسماء التالية
رامـا : إله من آلهة الهندوس
لارا : روح ترعى العائلات عند الرومان وإلهة البيوت ،
و قد شاع هذا الاسم في ايطاليا أولا قبل القرن التاسع عشر .. وللمعلومية أعياد لارا تقام يوم 26 من شهر مارس Larissa الاسم اليوناني
ريـنـاد : معناه أن يسود القلب من الذنوب و المعاصي
وقيل : الذنب على الذنب حتى تحيط الذنوب بالقلب وتغشاه فيموت
ريماس يعني : ظلمة القبور الموحشه
و مؤخرة الغزال وقيل : صغير الجن
لــمـار : كلمة فارسية بمعنى انثى الكلب عزكم الله ومذكرها دليمار
مـايـا : اسم قبائل متخلفه تعيش في امريكا
يـارا : كلمه فارسيه تعني الأكل المحترق
وغيرها من الاسماء التي ندعو فيها الجن كلما نادينا اطفالنا
وهذا فيض من غيض .
لذلك وجب علينا ان نتسلح بالوعي الحسيني والثقافة الاسلامية الاصيلة لنبني جيلا حسينيا مهدويا مؤهلا للتمهيد لامام الزمان ارواحنا له الفداء وهذه الايام العاشورائية مليئة بالوعظ والارشاد والاثراء من منابر العطاء الحسيني فهي مدارس ومناهل فحري بنا كأباء وأمهات ان نستقي من معينها ما يهمنا ويعنينا لامر ديننا ودنيانا .
ثبتنا الله واياكم على ولايتهم
وصلى الله على محمد وال محمد