
يقول الله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) صدق الله العظيم تبتدى الآيه بإسلوب حصر واداته ( إلا ) الغرض منه التأكيد . أي أنه حصر جزاء الإحسان في إحسان مثله ومعناه هو كل فعل أو قول حسن جميل مستحسن مقبول عند المجتمع الذي نعيش فيه. كاحسان الأبناء للوالدين كم احسن تربيتك وتعليمك جزاءهما أن تحسن رعايتك وعطفك واحترامك لهما المثل بالمثل إحسان مقابل إحسان ولا يقبل غير ذلك عند الله مهم كانت الأعذار. و لا ينفعك نكرانك المعروف لوالديك يوم القيامه لقوله تعالى (ولو ألقى معاذيره ) كذلك رد الإحسان من الآباء للأبناء وهذا ما يغفل عنه الكثير في المجتمع أن الله لم يخصص فئه دون آخرى في جزاء الإحسان بمعنى انك تحسن إلى من أحسن إليك حتى لو كان ابنك يكون جزاء إحسان الأبناء قد تكون الكلمه الطيبه الثناء والآطراء أي المدح كذلك الدعاء لهم مما يؤدي إلى شعور الأبناء بالطمأنينة بأنه وصل لغايته وهي رضاك وبتالي رضاء الله عليه. لايجوز نكرانكم لابناءكم اذا كان الابن محسن لك لا يحق لك نكران احسانه كاهانتك له أو تقلل من شأنه و لو بكلمة أو تصرف مما يؤدي إلى عدم احترام المجتمع له وقد يكون الإساءة إليهم بدل الإحسان طريق إلى العقوق كردة فعل لما قمت به وليس مقبول ما تفعله بابناءك عند الله والدليل (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) كذلك هناك رد المعروف أو الإحسان أو الجميل بين الأخوة بمعنى قد تكون لك عند أخيك حاجة مهما كان نوع تلك الحاجه ويقوم بقضاء حاجتك مظهر لك ما يستطيع من مشاعر المحبه والتاخي والأمان ويوصلك إلى أنه لك حصن منيع تلجأ إليه كلما احتجت لذلك وعندما يقوم بواجبه اتجاهك لا غاية له بداخليه إلا دافع الخوى . إلا أنه قد توقعه الأقدار فيما وقعت فيه هنا وقت جزاء احسانه لك يكون بإعادة ما قام به نحوك تجعله يعيش لحضات عشته وإحساس وشعور شعرت بها منه توصله إلى ما اوصلك له وهو الأمان في حصنه المنيع هذا هو جزاء احسانه لك. قد من أحسن لك يوما ما قد يسىء لك فيما بعد هل لك ان تتجاهل احسانه في وقت سابق وتسىء له أم أنك تتقاضى عن اساءته وبتالي جازيته على معروف واحسان عمله معك وهذا حقه عليك جزاءه منك تسامحك وعفوك عنه . إن إبليس سجد لله الف عام في سجده واحدة وبالرغم من أنه عاصي لربه فيما بعد إلا أنه جزاء عبادته لله امهله ولم يعجل له عقوبة عصيانه في عدم سجوده لابينا آدم عليه السلام. وتعهد لعباده الصالحين بحفظهم منه. ولكن الاغلبيه في مجتمعنا ينسى أو يتناسى رد المعروف أو الإحسان أو الجميل ويقابله بالنكران والجحود وقد يراه ضعفا منه وتقليل من شأنه عندما يرد معروف لشخص أصبح أقل منه مكانه اجتماعيه لذلك آتى الله بهذه الآية الكريمة ليوكد على وجوب جزاء الإحسان إحسان مثله.