لبيك اللهم مشاعر تلملمت من شتى بقاع العالم
وضجت الى رب واحد بطلب الرحمة والغفران.
هكذا هو المشهد في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة والمسمى (بيوم التروية) حيث تجتمع كل الحجيج الوافدين من كل بلد عربي وأعجمي مقصدهم جهة واحدة مشعر (مِنْىٓ) بعد أن طافوا حول الكعبة المشرفة البيت الحرام الذي أسسه الله تعالى على مبدأ التقوى وأمر نبيه ابراهيم عليه السلام أن يرفع قواعده لعنان السماء حيث تطوفه البشر في أرضه والجن من تحته والملائكة من فوقه.
فكل من وحّدٓهُ تعالى وآمنٓ به يطوف سبعآ حوله وتطوف معه كل أُمنياته بالرحمة والمغفرة والرضوان.
( لبيك اللهم لبيك لبيك استجابة لنداءاتك التي في كل حين تدعوني فيها اليك ) هكذا هو شعور الحاج الذي يناجي ربه ويحدثه بهذا الحديث في مثل هذا الايام التي اختلطت فيها المشاعر بين فرحته على ما أكرمه الله ووفقه لأن يتجرد من مادياته ومما أثقل كاهله من الذنوب وليتطهر وليعود كما ولدته أمه وما بين الخوف والرجاء بأن يتقبله الله بقبول حسنٍ ويطهره ويرفع عنه ويقضي حوائجه.
وبهذا التوجه والقصد يكون الحجاج قد اجتازوا المرحلة الثانية من خطوات الحج حيث كانت الخطوة الأولى هي الطواف حول الكعبة المشرفة بعد عقد النية ولبس الإحرام ثم التوجه الى (منى) في اليوم الثامن واستعدادا منهم للإنطلاق في اليوم التالي الى الخطوة الثالثة وهي الأهم (عرفة) وما الحج إلا عرفة كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعرفة نقصد بها مشعر (عرفات) وعرفة هي فسيحٌ مِن الأرض محاطٌ بِقَوْسٍ مِن الجِبال يكون وَتَرُه وادي عُرَنة
وفي هذه الفسحة من الأرض يكون التجرد الحقيقي للانسان من كل ما يجاوره من ألم أو فرح أو هم أو حزن وينقطع كليآ الى الله وفيه تتساوى جميع الطبقات فالغني والفقير على حد سواء.
هم هكذا عند الناس وعند أنفسهم وعند الله إن أخلصوا نياتهم ومن يُشّرفْ بأن يكون منهم ثم لا يُخلِص مشاعره ويحفظ نيته?
انه العروج الروحي السنوي الذي تهفو اليه كل الأرواح وتتمناه كحدث فارق في حياتها يعود بها الى خالقها
بلغنا الله وإياكم لحج بيته الحرام هذا العام وفي كل عام .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
احمد الشاجع
2016-09-10 في 1:27 م[3] رابط التعليق
احسنتم وبارك الله فيكم
2016-09-22 في 8:48 ص[3] رابط التعليق
وفقك الله اخي الكريم
عيسى العبدالله
2016-09-10 في 2:58 م[3] رابط التعليق
بارك ألله فيك أستاذة
2016-09-22 في 8:47 ص[3] رابط التعليق
بارك الله في تواجدك