
يتراجع نشاط الرياح السطحية، في عدد من مناطق المملكة اليوم، وتكون شمالية بنوعيها ومتقلبة الاتجاه بين خفيفة الى معتدلة السرعة، تنشط احيانا بشمال المنطقة الشرقية، خاصة في الاماكن المكشوفة والطرق البرية، وفي هذه التوقعات بحسب المختصين في الطقس، تتكوّن السحب الرعدية الممطرة بمشيئة الله، على مرتفعات الجنوب الغربي، وتصحب بالرياح المغبرة، التي تتأثر بها الطرق السريعة، بحيث تؤدي الى انخفاض مدى الرؤية الافقية، ومن المحتمل ان تمتد الى منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما تشمل سواحل القطاع الغربي بنسب متفاوتة، وتكون الاجواء رطبة في السواحل، وصيفية حارة الى شديدة الحرارة، في معظم الارجاء عدا المواقع الممطورة جنوبا، في حين تتراجع حدّة الحالة الجوية المضطربة نسبيا اليوم، مع استمرار هبوب الرياح الرطبة، الذي يؤدي الى تكاثف السحب، وذلك بسبب تأثير الفاصل المداري الاستوائي، مترافقا بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية.
وتشير التوقعات الى عودة موجات الغبارية للساحل الشرقي، خلال اليومين المقبلين ان شاء الله، حيث تتأثر المنطقة بهبوب الرياح الشمالية الساخنة مجددا، مع ارتفاع درجة الحرارة المحسوسة الى الخمسينيات المئوية، بسبب زيادة معدلات الرطوبة، في حين تعد هذه الايام، المرحلة الاخيرة لفترة الذروة بالصيف، مصادفا المنزلة السادسة للصيف (النثرة) في نوء الكليبين، الذي يتزامن عادة مع ارتفاع الرطوبة، ويعرف نوء الكليبين بمجموعة الأيام الممتدة حتى الاسبوع الاخير من اغسطس، وتكثر فيه السحب غير الممطرة الكاتمة للجو، بما يعمل على الشعور بأجواء مرهقة، خاصة في المناطق الساحلية، فتكون الدرجة المحسوسة عالية جدا، مقارنة بالمناطق الجافة، ومنزلة هذا النوء وهي (النثرة) تستبق نوء سهيل، فيتلطف في آخرها الجو مساء، حيث يبدأ باطن الأرض بالبرودة، ويكثر في آخرها خراف التمر، بالاضافة الى عدد من الخصائص الجوية، التي كان يتم الاستدلال بها قديما، لمعرفة احوال الطقس بحسب مواقيت للانواء، وما يرتبط بها من الطوالع النجمية.
وفي سياق متصل، يوضح الباحث العلمي المختص بالظواهر الجوية والفلك، عبدالعزيز الشمري، ان حساب الانواء الفصلية يكون على نحوٍ تقريبي، ذلك لان الواقع يكون خارج نسق الطوالع النجمية، نظرا لمرور حقب زمنية طويلة، منذ اعداد التقاويم المحددة لهذه الخريطة، والامثلة تتعاقب بتقديم وتأخير، الذي يعني عدم إمكانية التطابق بالضرورة، خاصة ان الاجواء تتعرض لمتغيرات ترتهن الى مستجدات آنية، لها مسبباتها بأمر الله في كل حين، وفي القياس العام من الطبيعي ان تكون الحرارة المرتفعة، مؤشرا للحالة الصيفية موسميا، سواء تم الاخذ بهذا الموروث في بعض المقاربة لفترة الانواء او بدونه، فيما يتأكد التفاوت المتكرر، بحسب رأي الشمري، وذلك في انعكاس المؤثر الشمسي، الذي كان واضحا في التسبب بعد المشيئة الالهية، بموجة احترار غير مسبوقة، شهدها العالم في صيف هذا العام، مقارنة بالفصول المماثلة في العقود الماضية، وفقا لتقارير الاحصاء الموثق من منظمات الارصاد الاقليمية والدولية، حيث سجلت منطقة الخليج العربي منذ بداية الصيف، اعلى ارتفاع بدرجات الحرارة، تجاوزت المعدلات المعتادة.