
اقامت اللجنة النسائية بالمنيزلة أعمال وصلاة عيد الفطر المبارك في الحسينية الهاشمية حيث توافدت النساء بحشود كبيرة حيث بدأت الاعمال العبادية بدعاء الندبة وأدعية يوم العيد وأختمت بزيارة الامام الحسين عليه السلام .
بعد ذلك أقامت صلاة العيد الاستاذة الفاضلة أم منتظر الاحمد حيث أقيمت الصلاة مرتين لكثافة العدد .
ثم استهلت خطبتي العيد بحمد الله والشكر والثناء عليه … واستعرضت الاهداف الاسلامية من العيد ومنها ما تضمن وجاء في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام فعن إسماعيل بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام يوم الفطر فقال :
(أيها الناس إن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون ، وهو أشبه يوم بقيامتكم ، فاذكروا الله بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم ، واذكروا بوقوفكم في مصلاكم وقوفكم بين يدي ربكم ، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنة والنار ) .
– نبارك لمولانا صاحب الامر عجل الله فرجه الشريف ونقول له : كل عام ونحن في انتظار ضياؤك المشرق ونورك المتألق
كل عام وأفئدتنا نتلهف إطلالة حضورك كل عام وعبيدك يترقب البشرى بظهورك فمتى نصلي صلاة العيد بإمامتك ؟ ومتى نشنف أسماعنا بنمير خطبتك ؟ ومتى نغاديك صباحا ونراوحك ؟ متى يأتي عيدنا الاكبر بجمال نورك ؟
فكل عام وانتن ايتها الاحبة بالف خير وعيدكم مبارك ببركات الحضور المقدس لولي الامر الاقدس عجل الله فرجه الشريف وجعل الله أيامكم عامرة بذكره وذكر أولياءه وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات .
– إن هذا اليوم الذي جعله الله عيدا للمسلمين هو في حقيقته جائزة ربانية يتحف بها الصائم جزاءا له على امتثال أوامر مولاه ، ومقياس الفوز والظفر في هذا اليوم هو أن تشعر بالرضا والفرح لما قدمته في إعمار ليالي شهر رمضان وأيامه بالذكر والورع عن محارم الله فكل من تدبر في تلاوة كتابه فقد فاز ومن أحيا الليل بالصلاة والاستغفار والسجود فقد ربح ومن أحيا نهاره بالصيام الجوانحي بجانب الصيام الجوارحي فقد حقق باطن الصيام وهو التقوى وهذا الانسان الرباني هو الذي يحيا حقيقة فرحة العيد ، فالعيد ليس بالكماليات والممتلكات الاعتبارية فليس العيد بالثياب الجديدة ولا بالرحلات والمسارح اللهوية ولا بالهدايا والعبارات الشكلية وإنما هو إحساس الفرد بحجم إنجازه في انتصاره على أهوائه ورغباته وميوله وشهواته وهنا تكمن فرحة العيد .
ـ ألا وإن هذا اليوم يوم جعله الله عيدا وجعلكم له أهلا ، فاذكروا الله يذكركم و كبروه وعظموه وسبحوه ومجدوه وادعوه يستجب لكم واستغفروه يغفر لكم و تضرعوا وابتهلوا وتوبوا وأنيبوا وأدوا فطرتكم فإنها سنة نبيكم وفريضة واجبة من ربكم ، فليخرجها كل امرئ منكم عن نفسه وعن عياله كلهم ذكرهم و أنثاهم صغيرهم وكبيرهم حرهم ومملوكهم ، يخرج كل واحد منهم صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو نصف صاع من بر من طيب كسبه طيبة بذلك نفسه .
عباد الله ! وتعاونوا على البر والتقوى وتراحموا وتعاطفوا وأدوا فرائض الله عليكم فيما أمركم به من إقامة الصلوات المكتوبات وأداء الزكوات وصيام شهر رمضان وحج البيت والأمر بالمعروف والتناهي عن المنكر والاحسان إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم ، واتقوا الله فيما نهاكم عنه وأطيعوه في اجتناب قذف المحصنات وإتيان الفواحش وشرب الخمر وبخس المكيال ونقص الميزان و شهادة الزور والفرار من الزحف ، عصمنا الله وإياكم بالتقوى وجعل الآخرة خيرا لنا ولكم من هذه الدنيا ، إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كلام الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، قل هو الله أحد) إلى آخره .
وجاء في الخطبة الثانية :
(الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلامه ومغفرته ورضوانه
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك صلاة تامة نامية زاكية ترفع بها درجته وتبين بها فضيلته ، وصل على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم عذب كفرة أهل الكتاب والمشركين الذين يصدون عن سبيلك ويجحدون آياتك ويكذبون رسلك ، اللهم خالف بين كلمتهم وألق الرعب في قلوبهم وأنزل عليهم رجزك ونقمتك وبأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين ، اللهم انصر جيوش المسلمين وسراياهم ومرابطيهم حيث كانوا من مشارق الأرض ومغاربها إنك على كل شئ قدير ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ولمن هو لاحق بهم واجعل التقوى زادهم والجنة مآبهم والايمان والحكمة في قلوبهم وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه إله الحق وخالق الخلق آمين .
إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، اذكروا الله فإنه ذاكر لمن ذكره واسألوه رحمته وفضله ، فإنه لا يخيب عليه داع من المؤمنين دعاه .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة
– اليوم يوم شكر المنعم الذي وفقنا لقيام ليالي شهره المبارك وصيام أيامه وأهل علينا عيده بالأمن والامان والسكينة والاطمئنان وهذه من أكبر النعم ، اليوم جميعنا خرجنا للمعايدة وأقمنا أعمال العيد ونحن في أتم الصحة والعافيه والأريحية ولكن هناك في أطراف الارض كسوريا والعراق في هذا اليوم عشرات الامهات ثكلى وملايين اليتامى جوعى وحزانى وخصوصا ما حدث في الكرادة من تفجير يوم الاحد الماضي وقت السحر والناس تتهيأ لفرحة العيد ولبس الجديد وإذا بها تنقلب فرحتهم إلى مآتم وجمعتهم إلى فواتح وزغرودتهم إلى نوائح وصوائح وألعاب أطفالهم إلى أشلاء على أنقاض الاجساد المتفحمة .
فيا ترى هل تعتقدون أن مولى الزمان أرواحنا له الفداء عيد بسلام أم أنه متألم لوضع الأمة وما آلت إليه الاحوال ؟
وستبقى حادثة الكرادة وصمة عار على جبين أعداء الانسانية ولعنة للدواعش الارهابيين ومن ورائهم فقد سرقوا بسمة وفرحة العيد من شفاه الملايين بفعلتهم النكراء مايزيد على 290 شهيد والعديد من الجرحى سقطوا مضرجين بدمائهم واجسادهم المفحمة وهم في نشوة الفرحة لاستقبال العيد السعيد . هذه الحادثة وغيرها تثبت للعالم بأن لهذه الزمرة لا دين ولا عقيدة تظلهم بل أداة حرب خفية بدعم من جهات لا تخفى على كل لبيب انتقاما من الاسلام لإضعاف الامة الصامدة وتمرير مخططاتهم واحلامهم والتي تعاد وتحيى من جديد بين الحين والاخر بأشكال وعناوين متعددة .
– واخيرا اللهم اجعلنا في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد وأحفظنا بحفظك وأكلأنا بكلاءتك وتوفنا على ملتك واجعل من أراد الإسلام وبلاد المسلمين والعلماء ومن أرادنا بسوء تحت أقدامنا وأنصرنا على من ظلمنا وخصوصا الدواعش اللهم شتت شملهم وبدد عددهم واكسر شوكتهم وسلط عليهم من لا يرحمهم واشغلهم بأنفسهم ويبس أصلاب رجالهم وعقم أرحام نساءهم .
اللهم وحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ووحد كلمة المسلمين والف بين قلوبهم .
اللهم بحق هذا اليوم فرج عن المسلمين بفرجك العاجل ومن على المعتقلين والمسجونين والمستضعفين غي مشارق الارض ومغاربها بكشف كربهم ومرضانا بشفائهم وموتانا بالرحمة والغفران .
اللهم ادخل على موتانا في هذا اليوم الفسحة والسرور والضياء والنور وانقلهم من ضيق اللحود إلى سعة الدور . واحشرنا في زمرة محمد وأل محمد وصلى الله على نبيه وآله الطاهرين .
بعدها تبادلن الحاضرات التبريكات بالعيد السعيد صغارا كبارا ومن ثم تناول مائدة الافطار والتي اعدتها لجنة الابداع والتطوير بالمنيزلة والتي تقوم على تنظيم هذه المائدة في كل عام تجسيدا للوحدة والتلاحم الاجتماعي بين أطياف المجتمع وتكون محطة لقاء وتجمع للمؤمنات تحت سقف واحد .
التعليقات 1
1 pings
وجود
2016-07-14 في 5:52 م[3] رابط التعليق
الله يحفظها لنا و يطول بعمرها