كيف نحتفي بليلة النصف من شعبان ؟

الشيخ وجدي المبارك

في ليلة النصف من شعبان يمتزج خط الفرح مع لهيب العشق ، فلا تجعل مظاهر الفرح بمولد .المهدي (عج) تُنسيك مناجاة ولهيب العشق إليه .
في ليلة النصف من شعبان قد نحرص على إسعاد ذواتنا ، ونتغافل أنها ليلة وفرصة سانحة لصناعة المعروف الذي يبهج ويدخل السرور على قلب إمامنا المهدي (عج).
في ليلة النصف من شعبان مظاهر الفرح تحتم علينا كموالين أن نسعى إلى إدخال السرور عليه ، لا بتقديم سوء الصنيع إليه ، وازدياد الهم والأسى عليه .
أختي المؤمنة : لا تعتقدي إن رضا إمام زمانك (عج) ، وقضاء حاجتك مناط بمشيك في الطرقات ، وطرق الأبواب ؛ بقدر حفاظك على سترك ، ومناجاتك لتكوني في حضرة صاحب الزمان.
طوبى لمؤمن شملته عناية الله في ليلة النصف من شعبان ليحظى بمجاورة أرض تضم ولي من أوليائه ، فيذوق في جوارهم حلاوة المناجاة والدعاء ، ويبل تربتها بدمعته ، ويتيقن باستجابة دعوته.
إذ طمعت بفيوضات الله في ليلة النصف من شعبان ، فلا تنس أن تنظف قلبك من الحقد ، وتصفيَ نيتك من الخبث ، فتكون ممكن شمله قول الله تعالى : {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.
لا يكن همك ليلة النصف من شعبان في تحصيل غايات دنيوية كباقي الناس بقدر ؛ همك في صياغة معادلة أخروية يرتضيها خالق اﻷكوان.
إذ طمعت بفيوضات الله في ليلة النصف من شعبان ، فلا تنس أن تنظف قلبك من الحقد ، وتصف نيتك من الخبث ، فتكون ممكن شمله قول الله تعالى : {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.
لا يكن همك ليلة النصف من شعبان في تحصيل غايات دنيوية كباقي الناس بقدر ؛ همك في صياغة معادلة أخروية يرتضيهاخالق اﻷكوان.
ليلة النصف من شعبان هي ليلة تجديد الولاء لمحمد وآل محمد ونقطة محورية لتغيير ذواتنا تجاه الآخرين ، كي ننال رضا صاحب هذه الليلة الشريفة الحجة بن الحسن(عج) ، فيشملنا بدعائه.
زادان لاغنى لك عنهما في ليلة النصف من شعبان ، مدى صلتك برحمك ، وصدقة تنفقها سراً وعلناً في حق أهلك وإمام زمانك (عج).
في ليلة النصف من شعبان أحرص على تطبيق وصية الزهراء فاطمة (ع) ، بدعائك لجيرانك وقرابتك قبل دعائك لوِلدك وذاتك .
في ليلة النصف من شعبان ، ابتهلوا بأجمعكم إلى الله بدعاء الفرج لإمامكم (عج ) واصروا على تغيير ذواتكم لنيل منزلة يتأملها منكم ، فهو بوابة العروج لنيل حاجاتكم ، وقبول أعمالكم ، وتغيير واقعكم .
احرص على تلمس طيف العروج المتعلق بصاحب ليلة النصف من شعبان ، فإياك ثم إياك أن يمر طيفها كمسير السحاب ، ولم يصبك شيء من رذاذ دعائه فيها.
في ليلة النصف من شعبان كرس دعائك (دعاءك )وطلبك في حق المؤمنين لاسيما من أخطأت في حقه ، وطلبت العفو والمسامحة منه ، فهوصنيع التوابين والمستغفرين.
في ليلة النصف من شعبان ليس باستطاعتك تقديم طلب الصفح لكل من أسأت إليه ، لكن بمقدورك تقديم الدعاء لهم في علم الغيب .
في ليلة النصف من شعبان اختبار تنكرك لذاتك برش ماء دعائك على من أساء إليك ، قبل أقرب الناس مودة لديك.
في ليلة النصف من شعبان قسم ثواب عملك إلى ثلاث أصناف ، وأبدأ بحق أئمتك وسادتك ، ثم الأموات والأحياء من أبناء جلدتك وقرابتك ، وآخرها حق نفسك ، وإن استطعت التنكر لها فهو الكمال لذاتك.
احرص في ليلة النصف من شعبان أن يكون اسمك لفظة على لسان مؤمن مخلص يدعو لك في علم الغيب ، ليشملك قوله -سبحانه وتعالى- إلى موسى (ع): يا موسى!!. ادعني على لسانٍ لم تعصني به ، فقال: أنّى لي بذلك؟.. فقال: ادعني على لسان غيرك.
في ليلة النصف من شعبان لا تتحير في اختيار السفينة التي تنقلك لجزيرة إمام زمانك الغائب عن نظرك ، وأقصد سفينة جده الحسين (ع) فهي السفينة الأسرع والأكبر التي لايرد ربانها قاصدها ، لتبحر بك في أقصر الطرق الموصلة لشاطئ يابسها ، ليكون إمامك المهدي (عج) في استقبالك على شاطئ مرساها .
إذا أردت في ليلة النصف من شعبان أن يصافحك مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ، فلا تغفل عن زيارة الإمام الحسين (ع) فيها ، لذلك قال الإمام علي بن الحسين (ع) يقول عن زائره في ليلتها : فطوبى لمن صافحهم وصافحوه.
ليلة النصف من شعبان قطارٌ سنويٌ متجددٌ لايمكث في محطته إلا ساعات قليلة ، فاحرص على ركوبه والتزود من بضائعه ، فقد لايحالفك الزمن برؤيته مرة أخرى.
إن ليلة النصف من شعبان ماهي إلا قطرات من عيون محمد وآل محمد التي لا ينضب معينها ، وهو مصداق لقول الإمام محمد الباقر (ع) : وانّها اللّيلة التي جعلها الله لنا أهل البيت (ع) بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا (ع) ، فإن لم تعرف شيئاً من قدرهم وشأنهم ، فلن تستلذ بشرب قطرات من مائها العذب.
إذا كانت ليلة النصف من شعبان محفوفة بكثرة الثواب وزيادة الخيرات ، فما حال مؤمن جملها بكثرة الصلوات على محمد وآله الأطهار .