
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ والمرسلين محمدِ بنِ عبدِ الله وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين، وبعدُ:
ففي موسم عاشوراء وشهرِ محرم الحرام ولَمَّا يكملِ الإرهابُ الداعشيُّ؛ بعدُ، ذكراه السنويةَ الأولى في عدوانِهِ الآثمِ على محبي أهلِ البيتِ (عليهم السلام) وأتباعِهم في بلدة الدالوة بالأحساء، وإذا بيدِ غدرِهِ ومكرِهِ تمتد لِتطال المعزِّين المؤمنين في الحسينية الحيدرية بمدينة سيهات؛ هذه المدينةِ الطيبةِ التي أبت إلا أن تلتحق بالأحساء والدمام والقطيف فيحلِّقَ من أبنائها والمقيمين فيها؛ من أبناء الوطن الغالي، خمسةُ أرواحٍ زكيةٍ في سماءِ الطهارة والشهادة {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران/ 169 – 171].
إننا إذ نعزِّي عوائلَ الشهداء برحيلِ أفلاذِ أكبادِهِم لَنهنئُهُم بهذا العروجِ الملكوتيِّ، ونسأل اللهَ تعالى أن يُلهمَهم الصبرَ والسلوانَ. وندعوه عز اسمه أن يمنَّ على المصابين بالسلامةِ والعافيةِ.
ونتمنى من آبائِنا وإخوانِنا وأبنائِنا الكرام أن يكونوا – جميعاً – على قدرِ المسؤوليةِ؛ في الصبرِ والصلابةِ الإيمانيَّين، والوعيِ والبصيرةِ الحسينيَّين، وترجمةِ ذلك بالحضورِ المكثَّفِ في المساجدِ والحسينياتِ؛ وإعمارِها بأداءِ الصلاةِ وإقامةِ الشعائرِ الحسينيةِ على أفضلِ وجهٍ؛ فإن ذلك هو أبلغُ ردٍّ على هذا المكرِ الإرهابيِّ الجبانِ، وعلى مَن خطط له، أو موَّله، أو حرَّض عليه، أو برَّره، أو هوَّن من خطورته؛ من أولياء الشيطان؛ وقد قال تعالى {… إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء/ 76]، وقال سبحانه {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر/ 10].
والمأمولُ من أهلِنا النجباءِ أن يكونوا مصداقاً لقوله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل} [آل عمران/ 172، 173].
كما ندعو حماةَ المساجد والحسينيات وجموعَ المؤمنين باتخاذِ أقصى درجاتِ الاحتياطِ واليقظةِ؛ فإنه تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ … } [النساء/ 71].
كما نؤكد على لزومِ التنسيقِ الكاملِ مع الأجهزةِ الأمنيةِ المختصةِ بما يكفل سلامةَ المشاركين، وحماةِ المساجد والحسينيات، ويحفظ أمنَ الوطن والمواطنين والمقيمين؛ فإن الله تعالى يقول {… وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى …} [المائدة/ 2].
ونسأل الله تعالى أن يرد كيدَ الأعداءِ إلى نحورِهِم، ويجعل تدميرَهُم في تدبيرِهِم {… وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام/ 123].
ونسأله عز اسمه أن يتقبل الشهداءَ بأحسنِ القبولِ، وأن يجعل هذا البلدَ آمناً.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
خادم الشرع الحنيف
السيد حسن النمر الموسوي
ليلة السبت 3 محرم الحرام 1437هـ
الموافق 16 أكتوبر 2015م
الدمام / المملكة العربية السعودية
التعليقات 1
1 pings
نبض الروح
2015-10-17 في 3:31 م[3] رابط التعليق
شرف الموت والشهاده لاجل الحسين بس مومعناه تكتفون بالشهاده وتسكتون على الوضع نحن