تُواصل أشجار التوت في محافظة الأحساء تأكيد حضورها الزراعي التاريخي، حيث تُعدّ من أبرز الأشجار التي اشتهرت بزراعتها المنطقة منذ القدم، لما تمتاز به من إنتاج وفير وجودة عالية في الثمار.
وتنتشر أشجار التوت في مختلف قرى وهجر الأحساء، وتُشكّل جزءًا من الهوية الزراعية للواحة الغنّاء، إلى جانب النخيل والمحاصيل التقليدية الأخرى. ويحرص المزارعون في الأحساء على العناية بهذه الأشجار التي تُثمر بكثافة خلال موسمها السنوي، وتُنتج ثمارًا حمراء وسوداء تُستخدم في الصناعات الغذائية مثل المربّى والعصير.
ويعتبر التوت من المحاصيل التي تعطي خيرًا وفيرًا بمجهود بسيط، والأهالي يقبلون عليه كثيرًا، خاصة لصنع المنتجات المنزلية.”
ويُعد موسم جني التوت من المواسم المحببة لدى الأهالي، لا سيما الأطفال، حيث يُقبلون على قطف الثمار مباشرة من الأشجار، ما يؤدي غالبًا إلى اصطباغ أيديهم بلون التوت الداكن، في مشهد يتكرر كل عام ويُعبّر عن عمق العلاقة بين الإنسان والمزرعة في الأحساء.
ومن جانبها اهتمت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء على دعم زراعة الأشجار المثمرة التقليدية ومنها شجرة التوت، وذلك ضمن برامج الاستدامة الزراعية التي تهدف إلى الحفاظ على الهوية الزراعية للأحساء وتعزيز الإنتاج المحلي.”