
في إطار دعم وتمكين الباعة الجائلين وتحقيق التنمية المستدامة للحاضنات الزراعية في محافظة الأحساء، نظّمت جمعية ملاذ الخير للإسكان التنموي، مساء 18 رمضان 1446هـ، لقاءً وديًا على وجبة السحور، بالتعاون مع فريق تمكين الباعة الجائلين بشارع الملك عبدالله، بالقرب من مقبرة العيوني. وأقيم اللقاء في قاعة جمعية ملاذ الخير.
أجواء رمضانية تعكس روح التضامن والتكافل
ساد اللقاء جوّ رمضاني دافئ يجسّد قيم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع. وكان الهدف الرئيسي من هذه المبادرة تعزيز التواصل المباشر مع الباعة، والوقوف على احتياجاتهم، والاستماع إلى تطلعاتهم وتحدياتهم.
رحّب رئيس مجلس إدارة الجمعية، الأستاذ أحمد عبدالله الأحمد، بالحضور، وأثنى على استجابتهم للدعوة، مشيرًا إلى النقلة النوعية في تنظيم الباعة مقارنةً بالوضع العشوائي السابق. وأوضح أن هذه التحولات تسهم في تحسين المظهر الحضاري للمدينة، وتعزيز جودة المنتجات الزراعية والمحلية، مما ينعكس إيجابيًا على زيادة المبيعات وتنمية الاقتصاد المحلي.
كما أكد الأحمد أن الجمعية، بالتعاون مع فريق تمكين الباعة الجائلين بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة نجود بنت هذلول بن عبدالعزيز آل سعود، وبدعم من أمانة الأحساء والجهات ذات العلاقة، تسعى إلى تمكين الباعة الجائلين، وتطوير مستوى الخدمات المقدمة لهم، وتوفير بيئة عمل أكثر تنظيمًا واستدامة.
خدمات متعددة لدعم الباعة وأسرهم
خلال اللقاء، تم التعريف بدور الجمعية في دعم الباعة وأسرهم، من خلال تقديم مجموعة من الخدمات التي تسهم في تحسين مستوى معيشتهم، وأبرزها:
✅ الإسكان التنموي: ترشيح من تنطبق عليه الشروط للحصول على وحدات سكنية ضمن مشاريع الإسكان التنموي.
✅ تمكين أبناء الباعة بالتوظيف: توفير فرص عمل بالشراكة مع القطاع الخاص، لرفع مستوى الدخل الأسري وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
✅ الدعم اللوجستي: تقديم خدمات الصيانة والتأثيث للباعة الذين يحتاجون إلى تحسين منازلهم أو أماكن عملهم.
✅ رفع الوعي والتثقيف: تقديم ورش عمل ودورات تدريبية لتعزيز مهارات الباعة، مثل التسويق، واستخدام التكنولوجيا، وإدارة المشاريع الصغيرة.
كما شددت الجمعية على أهمية التزام الباعة بالأنظمة والتعليمات التي تفرضها أمانة الأحساء لضمان استمرارية نجاح المشروع وتحقيق الفائدة للجميع.
استماع لمقترحات الباعة وتحديد التحديات
إيمانًا بأهمية التواصل المباشر مع المستفيدين، خصصت الجمعية جزءًا من اللقاء للاستماع إلى الباعة الجائلين، حيث عبّروا عن شكرهم وامتنانهم للجهود المبذولة لتحسين أوضاعهم. كما تم تسجيل عدد من المقترحات التطويرية، إلى جانب تحديد أبرز التحديات التي تواجههم يوميًا، ومنها:
• الحاجة إلى أماكن بيع أكثر تنظيمًا توفر بيئة عمل مناسبة.
• مواجهة بعض العقبات في التراخيص الرسمية والتنظيمات الإدارية.
• صعوبة الوصول إلى التمويل والدعم المالي لشراء المعدات اللازمة وتوسعة الأنشطة.
• الحاجة إلى برامج تدريبية متخصصة في التسويق وإدارة المشاريع الصغيرة.
خطط مستقبلية لتعزيز التمكين الاقتصادي للباعة
بناءً على هذه النقاشات، أكدت الجمعية أنها ستعمل على إعداد خطة وجدولة لقاءات دورية مع الباعة لضمان استمرار التواصل ودعمهم بشكل منتظم. كما سيتم تنظيم دورات تدريبية متقدمة تهدف إلى:
• رفع كفاءة الباعة في التواصل مع الزبائن وتعزيز مهاراتهم التسويقية.
• الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل البيع عبر المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
• تعزيز الشراكات مع الجهات الداعمة لتوفير تمويلات ميسّرة ومساعدات تقنية.
شراكة استراتيجية للنهوض بقطاع الباعة الجائلين
يأتي هذا اللقاء ضمن جهود جمعية ملاذ الخير وفريق تمكين الباعة الجائلين وأمانة الأحساء، في إطار شراكة تعاونية تهدف إلى تحقيق رؤية مستدامة لتمكين الباعة الجائلين وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز المظهر العام والالتزام بالاشتراطات الرسمية.
وأشار الأستاذ أحمد الأحمد إلى أن الجمعية تسعى إلى توسيع نطاق العمل ليشمل جميع الحاضنات الزراعية، بالتنسيق مع فريق تمكين وأمانة الأحساء والجهات الشريكة، بهدف تطوير بيئة الأعمال الزراعية وتعزيز الاقتصاد المحلي.
ختام اللقاء: خطوة نحو مستقبل أفضل
اختُتم اللقاء بروح من التفاؤل والتعاون، حيث أكد جميع الحاضرين أن مثل هذه المبادرات تسهم في تحقيق تحوّل إيجابي حقيقي للباعة الجائلين، وتعزز من فرص نجاحهم واستقرارهم المهني.
وقد عبّر الباعة عن سعادتهم بهذه الفرصة التي أتاحت لهم التواصل المباشر مع الجهات الداعمة، وتقديم مقترحاتهم بشكل فعّال، متطلعين إلى رؤية المزيد من المبادرات التي تساعدهم على تحقيق الاستدامة في أعمالهم.