
يعد مسجد جواثا، الواقع في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية، أحد أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في المملكة العربية السعودية، إذ شهد إقامة ثاني صلاة جمعة في الإسلام بعد مسجد الرسول ﷺ في المدينة المنورة. واليوم، يحظى المسجد بفرصة استثنائية للتجديد ضمن المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، حيث يجري العمل على إعادة تأهيله مع الحفاظ على طابعه المعماري العريق.
نهج متوازن بين التراث والمعايير الحديثة
يهدف المشروع إلى تحقيق توازن دقيق بين معايير البناء التقليدية والحديثة، بما يضمن استدامة المسجد والحفاظ على هويته العمرانية الأصيلة. يتماشى تطوير مسجد جواثا مع الطراز المعماري للمنطقة الشرقية، حيث تُراعى متطلبات البيئة الساحلية والمناخ الحار من خلال تحسين التهوية عبر النوافذ والفتحات الواسعة، مع تعزيز العناصر الجمالية والتراثية في البناء.
تفاصيل المشروع وتأثيره
يشمل التطوير إعادة تأهيل مساحة المسجد البالغة 205.5 م²، مع الحفاظ على طاقته الاستيعابية لـ170 مصليًا قبل وبعد الترميم. وتُشرف على المشروع شركات سعودية متخصصة في ترميم المباني التراثية، مع إشراك مهندسين سعوديين لضمان الالتزام بالهوية العمرانية الأصلية.
مشروع طموح يعزز الإرث الإسلامي
يأتي هذا التطوير ضمن خطة شاملة تستهدف 30 مسجدًا تاريخيًا في مختلف مناطق المملكة، بعد نجاح المرحلة الأولى التي أعادت تأهيل وترميم 30 مسجدًا في 10 مناطق. ويرتكز المشروع على أربعة أهداف رئيسية:
1. تأهيل المساجد التاريخية للعبادة
2. استعادة أصالتها العمرانية
3. إبراز البُعد الحضاري للمملكة
4. تعزيز المكانة الدينية والثقافية لهذه المعالم
يمثل مشروع تطوير مسجد جواثا خطوة مهمة في إطار رؤية السعودية 2030، حيث يهدف إلى الحفاظ على الهوية الإسلامية والعمرانية الفريدة للمملكة، مع تقديم تجربة معمارية تعكس تاريخها العريق في قالب حديث ومستدام.