
اكد المشرف العام على مراسيم التشييع والعزاء بشهداء مسجد الامام الحسين عليه السلام بحي العنود بالدمام جاسم حسين المشرَّف ان المسؤولية الأمنية للمجتمع والوطن أجمع تقعُ على عاتق الدولة عبر معالجة جميع الدواعي والمسببات لأي خلل أمني.
وطالب بضرورة تجفيف منابع الإرهاب بُكلِّ أشكاله؛ لافتا الى ان المواطنُ داعمٌ لدور تلك الأجهزة الأمنية وليس بديلاً عنها، مشيرا الى إننا في هذا الظرف الاستثنائي العصيب أحوج ما نكون إلى الوحدة كخيار استراتيجي، كيلا نكون جزءً من لعبة أرادها العدو لنا حيث التفرق والتمزق والشتات، مضيفا، اننا لن نصغي لأصوات الفتنة والفرقة.
واهاب بالدولة الضرب بيدٍ من حديد على كل هؤلاء الشِرذمة المارقة وكلِّ مَن حرَّضهم وأعانهم ورضي بفعلهم، مطالبا السلطات بتعجيل محاكمة المجرمين الذين تمَّ إعلانُ القبضِ عليهم بفاجعة الدالوة والقديح والدمام؛ ليكونوا أسوةً لغيرهم، مؤكدا ان المواطنين يداً واحدةً ضدَّ كُلِّ أشكالِ التطرف والإرهاب، وضدَّ كلِّ مَن يهدد السلم الأهلي.
وجزم ان هذه الجرائم الشنيعة والفجائع الفضيعة لن تجر المجتمع للخروج مِن عِقال الشرع والعقل.
وطالب بضرورة غربلة المناهج الدراسية عبر نزيلُ كُلَّ ما يُشتت الوحدة كأبناء دينٍ واحدٍ وكتابٍ واحدٍ وقبلةٍ واحدة ونبيٍّ واحد، واستبدال ذلك بالتعريف بالعدو الحقيقي الذي احتلَّ أولى القبلتين وثالثَ الحرمين الشريفين وعبثَ في بلاد الأنبياء فقتل أهلهَا وشرَّد أبناءَها ويَتمَّ أطفالها ورملَّ نساءَها، هذا العدو الذي كلما اشتدَّ عداؤهُ لنا ازداد يقينُنا بالحق الذي نحن عليه.
ودعا الى تجريم الخطابات التي تحضُّ على الكراهية، سواءً كانت قائمةً على التفريق المناطقي، أو القبلي أو الطائفي، والتأكيد على تلك الخطاباتِ التي تنسجم مع مقاصد الشريعة السمحاء مِن الحثِّ على التآلف والتعاون والأخوة والوحدة.
وشدد على ضرورة مراقبة الإعلام بكل فروعه ومساراته المسموع منه والمرئي والمقروء وشبكات التواصل الاجتماعي، واحترام حقوق المواطنين بمختلف مذاهبهم وأطيافهم سواءً بسواء.
وقال إننا في هذا الظرف الاستثنائي زمانياً وجغرافياً ليس لنا مِن خيار سوى أن نؤصلَ لوحدتنا؛ لِنواجِهَ كُلَّ مِن يتربص بنا الشرَّ ويسعى للعبث بأمن وخيرات العباد والبلاد.
وخاطب الدواعش بقوله ” تعالوا بأحزمتكم ومفخخاتكم فلدينا مِن أحزمة الصبر والصمود ما يبهرُ العالمين، ولدى أطفالنا – فضلاً عن رجالنا – من الثبات ما يُفزعُ الطوفان.
واضاف، لقد أثبتنا للعالم أجمع أننا وطنيون حقيقيون بأسلوبنا الحضاري في إدارة مراسيم تشييع فاجعة الدالوة الأليمة والتي أطفئت بغدر الإرهاب فيها ثمانُ شموع مِن من أبنائها الأبرياء المسالمين، في ليلةَ العاشر من المحرم.
وأضاف: أكدنا ثباتنا على مبادئنا وعدم مزايدتنا على ولائنا ووطنيتنا في إدارة مسيرة تشييع وعزاء فاجعة قُديح القطيف التي صَعدَ على إثر ذلك التفجير الآثم إلى عالم الملكوت إثنان وعشرون كوكباً في أقدس الأيام والبقاع يومَ الجمعة في مسجد الإمام علي .
وما هو إلا أسبوعٌ والجرُح لما يندمل والدموع لما تجف وبينما يخطب إمامُ جمعة أكبر جامعِ للطائفة الشيعية في حوض الخليج جامعِ الإمام الحسين بحي العنود بالدمام وإذا بأحد شياطين الإنس وشُذاذِ الأمة ونبذةِ الكتاب يتنكر بزيِّ امرأة بكلِّ خِسة وجُبن ودناءة محاولاً اقتحامَ الجامعِ فيتصدى له أبناءُ الطهرِ والعفاف أبناءُ العزة والكرامة أبناء المسجد والمنبر والقرآن وبموقفهم البطولي الخالد الذي سيسطرُ مجدَهُ التاريخُ بمدادٍ من نور؛ ليرموا بأنفسهم على الموت لتعرجَ أرواحُهم الأربعة لتنظم في ركب الشهداء.