
يقع جبل القارة في واحة الأحساء بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ويُعتبر من أبرز المعالم الطبيعية والسياحية في المنطقة. يتميز الجبل بتكويناته الصخرية الفريدة وكهوفه الباردة صيفًا والدافئة شتاءً، مما جعله مقصدًا للزوار على مر العصور.
التاريخ والتكوين الجيولوجي:
تشكل جبل القارة قبل حوالي 2.5 مليون سنة، ويبلغ ارتفاعه حوالي 75 مترًا عن سطح الأرض. يحيط بالجبل أربع قرى تاريخية هي: القارة، التويثير، الدالوة، والتهيمية. يتميز الجبل بتكويناته الصخرية الرسوبية التي نحتتها عوامل التعرية على مر السنين، مما أضفى عليه أشكالًا جمالية فريدة.
الدور الثقافي والتاريخي:
على مر العصور، كان جبل القارة شاهدًا على العديد من الحضارات التي استوطنت المنطقة. استخدمت كهوفه كملاجئ ومراكز تعليمية قبل ظهور التعليم النظامي، حيث كان المتعلمون يجمعون الأطفال لتعليمهم قراءة القرآن الكريم. كما ارتبط الجبل بالعديد من الأساطير والحكايات الشعبية التي تعكس التراث الثقافي للمنطقة.
التطوير والتحول إلى وجهة سياحية:
في السنوات الأخيرة، شهد جبل القارة تطورًا ملحوظًا بهدف تحويله إلى وجهة سياحية عالمية. تم تنفيذ مشروع “أرض الحضارات” الذي يهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتوفير مرافق سياحية متكاملة للزوار، مع الحفاظ على الطابع الطبيعي والتاريخي للجبل. شمل المشروع إنشاء مسارات للمشي، مناطق للفعاليات الثقافية، ومرافق خدمية تلبي احتياجات الزوار.
الاعتراف العالمي:
في عام 2018، تم تسجيل واحة الأحساء، التي يُعتبر جبل القارة جزءًا منها، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يعكس الأهمية الثقافية والتاريخية للموقع.
جبل القارة اليوم:
أصبح جبل القارة اليوم وجهة سياحية رئيسية تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها. يستمتع الزوار بالتجول في كهوفه ومغاراته، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط به، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام في الموقع.