مقدمة العادات والتقاليد
للعادات والتقاليد دور في تنشئة الفرد والمجتمع, فالعادات والتقاليد هي اساليب وسلوك واعمال فرضت تقليدياً على المجتمع ، وبعض هذه العادات تراثيه انتقلت من جيل لآخر عبر مرور الزمن, وقد ارتبطت هذه العادات بوقت معين أو مناسبة أو حدث.
فالعادات والتقاليد هي جزء من حياة كل مجتمع إذ أنها تضيف عليه شرعية وقبولاً لدى أفراد المجتمع الواحد, فكل شعب أو مجتمع ظل يسلك ويمارس عادات وتقاليد تختلف في شكلها ومضمونها عند الشعب الآخر, فمثلاً مجتمع القرية الواحدة يعيش كأنه أسرة واحدة تجده متكاتفا ً ومتعاونا ً فيما بينهم تسـوده المحبة والألفة والاحترام, لا فرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير, يشاركون بعضهم البعض في الأفراح والأتراح , الجار يتفقد جاره ويسأل عنه، وكل فرد يحترم الآخر, تذوب الفوارق فيما بينهم, يمارسون عادات وتقاليد دون أن يعيب احدٌ الآخر.
أن استمرار هذه العادات مهم جدا ودليل أصالة, ونحن كمجتمع واحد ومتماسك يجب علينا عدم ترك العادات الحسنة منها .
وسيتعرض هذا الفصل الى جملة من هذه العادات والتقاليد بالمنيزلة لكي تحفظ في الذاكرة ليتعرف عليها الجيل الحالي والأجيال القادمة وتوثيقها من الأندثار.
الـعـيـد :
يهتم المسلمون في كل سنة بعيدي الفطر المبارك والاضحى , فالعيد قديما له طعم خاص حيث يستعد له الناس قبل فترة ويحاولون شراء ما يلزمهم من متطلبات لذلك اليوم من أطعمة و ألبسة و غير ذلك.
فقبل حوالي مئة سـنة كان الناس يلبسـون قطع الخرق فقط وتسمى (سواحل) ويقومون بإخاطتها في المنازل بعدها صار الناس إذا اقترب العيد يذهبون إلى الهفوف وبالتحديد ( القيصرية ) ويقومون بشراء الملابس وأخذ مقاساتهم من الثياب التي تناسبهم من الأنواع المتوفرة هناك مثل ( لوس ، أبو خوخة ) بعدها تطورت الحال وصار الناس يلبسون ملابس ( التوفيرة ، التيجان ، ابوغزالين ) حيث يقومون بشرائها من السوق المذكور .
أما في ليلة العيد فيكون العمل على قدم وساق بالنسبة للنساء في تنظيف وترتيب المنازل وتجهيز ما يحتاجه الأولاد من ملابس معدة لهذه المناسبة.
أما الرجال فعادة ما يذهبون ويجتمعون في المزارع حيث يدفع كل فرد مبلغ من المال يتفق عليه ويسمى ( القطية ) لعمل ( المندي ) الأرز واللحم وهي أكلة شعبية مشهورة احتفالا بهذه المناسبة .
فعند بزوغ صباح يوم العيد يلبس الناس ثيابهم الجديدة سواء رجالاً أو أطفال لأداء صلاة العيد في مسجد البلدة وعند إتمام الصلاة يتعانق الناس بعضهم البعض بالمعايدة والتبريــك, بعدها يتجهون إلى المنازل وبالتحديد إلى المجالس المفتوحة والتي تعوّد الناس على دخولها في كل يوم عيد في مثل هذه المناسبة حيث توضع لهم بعض المأكولات ومن أشهرها أكلة ( الترنج المقطع مع الماء والملح ) حيث يتنقل الناس من منزل إلى منزل بعدها يتفرق الناس ويقوم كل شخـص بالذهاب إلى أقاربه للمعايدة عليهم ويهنئهم بحلول العيد.
أما الأطفـال والصـبيان فبعد أن يلبس كل واحد منهم ثيابه الجديدة, يجتمع أطفال كل ( فريج ) مع بعضهم البعض ويشكلون جماعات يقومون بعمل جولات للمرور على منازل أقاربهم لكي يقدمون لهم التبريكات بهذه المناسبة مقابل إعطائهم بعض الريالات وتسمى ( العيدية ) ثم يذهبون إلى أماكن البسطات التي تعرض فيها بعض المأكولات والألعاب لشراء بعض الحاجيات المعروضة بهذه المناسبة حيث استعد أصحابها بتوفير جميع ما يطلبه الأطفال وعادة ما تكون أماكن هذه البسطات في براحة البلدة وفي نهاية كل دروازة .
ولازال بعض هذه العادات يمارسها الأهالي إلى يومنا هذا والتي تمارس فيها نفس العادات والتقاليد القديمة إلا أنه قد تغيرت أنواع المأكولات القديمة التي تقدم للضيوف بالمرطبات والعصيرات والحلويات ؛ وإليك أسماء أصحاب هذه المجالس:
1 – هانـي مسلم الاحمد 2 - مسلم موسى الموسى
3 - عبدالله حسين العبدالله 4 - مسلم احمد بوشاجع
5 - محمد حمـد العبدالله 6 - احمد مـحمد العـلي
7 – حسن مبارك الياسين 8 – سلمان حسين العيد
9 – ابراهيم سعد الصالح
إكرام الضيف:
إكرام الضيف عادة قديمة وهي من الخصال الحميدة التي اشتهرت بها العرب منذ قديم الزمان .
وقد حثنا القرآن الكريم على إكرام الضيف وأمرنا به الدين الإسلامي الحنيف , وقد اشتهرت العرب بإكرام الضيف ثلاثة أيام حيث يقدم له الأكل والشراب ويهيأ له المسكن الخاص به دون أن يسأل عن حاجته أو سبب قدومه , فمجتمع بلدتي من المجتمعات التي اهتمت بذلك بل اشتهرت به وعرف عنهم القيام بواجب الضيافة على أكمل وجه سواء كان الضيف من داخل البلدة أو من خارجها .
فبلدتنا من البلدات التي يقصدها الضيوف باستمرار وفي جميع المناسبات سواء من داخل المنطقة أو من خارجها ، والبعض الآخر يأتي من دول الخليج المجاورة مثل البحرين والكويت وحتى من بعض الدول العربية الأخرى وذلك إما لزيارة أقاربهم وأصدقائهم في البلدة أو للأمور الدينية والتعبدية كالصلاة وغيره وهم كثيراً ما يأتون وعلى فترات متقاربة في المناسبات فيمكثون عدد من الأيام يتنقلون فيها إلى أكثر من منزل ومزرعة لتناول الوجبات التي يهتم صاحب المنزل بتقديم الأطيب والأحسن والتنويع فيها.
أما إكرام الضيف على مستوى المنطقة فيكون ذلك في المناسبات كالأعراس فأهالي بلدة المنيزلة يهتمون كثيراً باستقبال ضيوفهم وتخصيص أفضل المجالس لهم وتقديم أطيب وأحسن الوجبات إليهم والقيام بشؤون ضيافتهم على أكمل وجه.
أما على المستوى الداخلي فيفتخر كل شخص أن يقدم لضيفه أو صـديقه أو أحدا مـن أفراد بلدته أفـضل الوجبات وحـسن الضيافة مما تجود به نفسه.
أما على مستوى الضيوف الذين يقصدون البلدة لفترة قصيرة إما لقضاء حاجة أو أداء فريضة الصلاة في مساجد البلدة فتجد بعض الأهالي يتلفت يمينا وشمالا عند انقضاء الصلاة لعله يرى ضيفا فيقوم بدعوته واستضافته في منزله وتقديم الطعام إليه تيمناً بالمثل القائل (الجود من الموجود) ولعله يوصله إلى بلده إذا كان كبيرا في السن أو أنه لا يملك المادة أو الوسيلة التي توصله إلى بلدته وإعطائه بعض النقود للاستعانة بها على أمور الحياة إذا كان فقيراً.
هكذا كان أهل بلدتي ولا زالوا إلى يومنا هذا مثالاً يسموا في سماء الكرم.
الوليمة ( العزيمة ):
من العادات القديمة والتي يعمل بها الأهالي كثيرا ً في السابق هي الوليمة أو ما تسمى (العزيمة ) وهي عندما يعتزم صاحب المنزل دعوة شيخ البلدة ( إمام الجماعة ) أو دعوة كبار ووجهاء البلدة أو أقاربه وجيرانه وأصدقائه لكي يتناولون عنده وجبة الغداء أو العشاء وذلك استحبابا أو توجيباً منه لهولاء لكي يجمعهم على مائدة واحدة في منزله ويكون الاستعداد لهذا مسبقا ً .
فقبل إقامة هذه العزيمة بفترة يقوم بالطواف على الأشخاص الذين يريد دعوتهم لتناول الوجبة , ثم بعدها يقوم بتوفير جميع متطلبات العزيمة من لحوم وخضار وفواكه فيقوم أصحاب المنزل بتجهيزها فعندما يحين وقت الوجبة يتوافد المدعوون على ذلك المنزل حتى يحضر جميع المدعوين وعندما يكتمل الحضور يأمر صاحب المنزل بوضع الوجبة آخذا في الاعتبار عدد الحضور لكي تضع لهم الكمية الكافية، فيقدم أولاً طبق التمر والماء واللبن ثم بعض الخضروات والفواكه بعدها توضع صواني الأرز واللحم مع وضع صينية خاصة للمشايخ والوجهاء تتميز على الصواني الأخرى من حيث كمية الأرز واللحم وذلك تكريما لهم عندها, يأمر صاحب المنزل بالأكل فيقول ( تفضلوا يا جماعة ) بالهناء والشفاء .
فيسمي الشيخ ويبدأ بالأكل , ومن ثم يبدأ المدعوون وعند الفراغ من الأكل تقدم لهم القهوة والشاي فيقوم احـد أبناء الداعي بصب وتوزيع القهوة والشاي مبتدئا ً بالشيخ ثم يمينا على الحضور فيتناولون القهوة والشاي وهم يتبادلون أطراف الحديث والابتسامات بعد هذه الوجبة الدسمة بعدها يتفرق الحضور وعند خروج الشيخ يقوم صاحب المنزل بتقديم مبلغ مادي للشيخ وذلك تكريما منه لرجل العلم ورد جميل له مقابل ما يبذله من جهد في تعليم الناس أمور دينهم .
في رمضان :
كان صيام شهر رمضان في السابق في عهد آبائنا وأجدادنا صعباً للغاية ففي فصل الصيف يمتد وقت الصيام إلى خمسة عشر ساعة تقريباً من الإمساك إلى وقت الإفطار.
فلا يوجد في ذلك الزمان كهرباء ، فلا ثلاجات ولا مكيفات ولا حتى مراوح لديهم, فكان الأهالي يعمدون إلى التبَرد بالطريقة البدائية البسيطة التي يتغلبون بها على حرارة الشمس الشديدة, فكانت بيوتهم من الطين مما يساعدهم على كبح حرارة الشمس قليلاً, وأغلب البيوت كان بها قديماً دهليز يمتد من باب الشارع إلى وسط البيت, كذلك يوجد في كل بيت رواق يجتمع فيه أهل البيت يجلسون وينامون فيه قبل وقت الظهر وبعده, وذلك لما يمتاز به هذا الرواق من البرودة وقت القيلولة عند باب الشارع وهو مفتوح نصف فتحة للستر وليسمح لدخول الهواء.
فتجد الأهالي في شهر رمضان خاصةً الأطفال منهم يضعون عليهم الشراشف الخفيفة المبللة بالماء ليلتحفوا بها لتقيهم الحشرات وتقيهم الحر, فكلما نشّفَت السموم تلك الشراشف أعيد بللها مرة ثانية وذلك حتى يتغلبوا بها على حرارة الجو الملتهبة.
وحتى الأطفال في السابق كان الآباء والأمهات يدربونهم على صيام شهر رمضان ويأخذونهم بالترغيب والترهيب عندما يريد أحدهم أن يخرج إلى الشارع ببعض الجمل والكلمات التي تعودنا على سماعها مثل (لا تجيك أم الخضر والليف ، لا تلمس بطنك السلسلة ،لا تعضك كلبة القايله ، لا تأخذك السعلوه) ، فيبقى الطفل نائماً في المنزل حتى يحين وقت الإفطار, وبعضهم يذهب مع والده إلى المزرعة للعمل بعض الوقت ثم النوم فيها وهي أكثر برودة وأنقى هواءاً, وما إن يحين وقت العصر حتى تبدأ ربة البيت في العمل لإعداد وجبة الإفطار و التي كانت في ذلك الوقت بسيطة جداً وذلك لبساطة المجتمع وهو شيء من الثريد (الخبز والمرق) والهريس واللقيمات وبعض المأكولات والمشروبات البسيطة وكلها من إنتاج محلي, فبعد أن يؤدي الجميع صلاة المغرب تجتمع الأسرة على مائدة الإفطار في جو أسري جميل, بعدها يتم قراءة بعض أجزاء القرآن الكريم في جو روحاني, ثم التوجه إلى زيارة الأقارب وصلة الرحم حتى يحين وقت السحور ينام الجميع لحين سماع صوت ضربات المسحر التي تعود الناس سماعها, فيستيقظوا لتناول وجبة السحور التي عادة ما تكون من (الأرز الحساوي) العيش مع بعض انواع اللحوم ثم أداة صلاة الفجر.
أما الآن فتغيرت الحال فالكهرباء متوفرة في كل منزل وأجهزة التبريد موجودة ، فصار لا حاجة للشراشف المبللة ولا حاجة للمسحر فالناس لديهم المنبهات المختلفة, أما عن أنواع وجبات الإفطار فحدث ولا حرج, فنجد البعض جَنّدَ نفسه للأكل والشرب مما لذ وطاب وأخذ يجمع من المخازن الغذائية ما يكفيه الدهر, وكأن شهر رمضان لم يأتي إلا للأكل والشرب وتعبئة البطون وأخذ الناس في إعداد الخطط والجداول في إضاعة أوقاتهم في السهر والمرح واللهو.
الـمسحر :
يؤدي المسحر وظيفته في شهر رمضان من كل عام وهي عبارة عن الدوران في جميع شوارع وأزقة البلدة والمرور على جميع أبواب المنازل وهو يحمل معه ( طبله ) يقوم بالضرب عليها ضربات قوية وتكون على نغم واحد وهو يردد بعض الأذكار(سحرو سحرو،
سحرو ياصيّام) حتى يسمعه الناس في منازلهم ومن ثم يستيقظون ليستعدوا لتناول وجبة السـحور والأمور التعبدية الأخرى .
ويستمر المسحر في هذا العمل طيلة ليالي الشهر الكريم لا يثنيه عن أداء رسالته الظلام الدامس أو برد الشتاء القارص أو أمطاره الغزيرة أو حرارة ورطوبة الصيف المعروفة .
فيعمل هذا الرجل بكل جد واجتهاد حتى لا يدع شارعا ً إلا ودخله ولا منزلاً إلا وصل إليه.
وهو يضرب تلك الضربات التي تعّود الناس سماعها شهراً كاملا في كل عام , وكل ذلك نابع من شعوره بالمسؤولية لخدمة إخوانه المسلمين ولا أحد يجبره على ذلك .
القرقيعان :
وما أن ينتصف الشهـر حتى يأتي موعد القرقيعان فيخرج أطفال القرية ( من صبية وبنات ) ويقومون بالدوران على منازل البلدة يطرقون الأبواب ويدعون لأهلها أن يسلم الله لهم أبنائهم فيقومون أصحاب المنـازل بتوزيع الحلويات والمكسرات ويتكرر هذا في شهر رمضان من كل عام ، وهم يرددون هذه الانشودة :
قـرقع قـرقع قـرقـعان عـام عـام ياصـيام
تمت عليكم خمسة عشر يوم عـطونا الله يعـطيكم
بيـت مـكة يـوديـكم ويـرجعكم لـهاليكم
الـوداع :
وما إن يقترب شهر رمضان من نهايته ( العشر الأواخر ) حتى يبدأ الاستعداد لوداع هذا الشهر الكريم فيجتمع مجموعة من أهالي البلدة وهم يرددون أنشودة الوداع :
الـوداع الـوداع الـوداع يا رمضـان
ودعـوا ودعـوا ودعــوا يا صـيام
حتى يودع الناس شهر رمضان المبارك بهذه الكلمات وفي صباح يوم العيد تقوم بعض العوائل برد الجميل لهذا الرجل المخلص الذي لم يهدأ طيلة شهرا كاملا من الركض والسير على قدميه في شوارع البلدة بإعطائه بعض النقود والهدايا .
وهؤلاء الذين ضلوا لسنوات يمارسون هذه المهنة يصل بعضها إلى ثلاثين سنة متواصلة فقد روى لنا بعض كبار السن أن أولهم هو جد عائلة الشـهيب ولكن لم نستطع تحديد اسمه وكان ذلك قبل حوالي أكثر من مئة عام, ثم جاء من بعده الحاج علي حسن الكريو ، وظل يضرب بطبله عدداً من السنين ثم الحاج عبدا لله حسن الرويشد ،واستمر يمارس مهنته عدد من السنين وجاء بعده الحاج حسين حسين الحسن ، وقد استمر هذا الأخير حوالي الثلاثين سنة إلى عام ألف وأربعمائة وعشرين ، ثم جاء من بعده صادق حسين السيحان ، وخليفه عبدالمحسن الحريب ولازالت تمارس هذه المهنة إلى يومنا هذا .
الحـجاج :
الحج هو فريضة من الله تعالى فرضها على عباده مرة واحدة في العمر من استطاع إليه سبيلا , فإذا توفرت للإنسان المكلف الإمكانية البدنية والمادية وجب عليه أداء الحج .
فمنذ بنى نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهم السلام الكعبة ، والناس يحجون إلى هذا البيت في كل عام بمكة المكرمة لأداء هذه الفريضة من شتى أقطار العالم ، ففي كل عام تخرج مجموعة من هذه البلدة لأداء فريضة الحج ففي الزمن القديم ، يذهب الناس إلى أداء فريضة الحج على الدواب.
فعندما يعزم بعض أهالي البلدة على أداء الحج يكون الاستعداد لهذه الفريضة قبل عدة شهور , فيتم إعداد القافلة المتجهة إلى الحج ، وتزويدها بما يحتاجونه من مؤن وأمتعة لأنهم سوف يقطعون الصحاري والبراري الغفيرة فيبدؤون بوداع الأهل والأقارب والسلام على الأهالي حيث يودعهم أهالي البلدة بحزن شديد لأنهم يعلمون ما للطريق من مخاطر .
فيظلون يسيرون في الطريق لعشرات الأيام وفي الطريق تصادفهم المحن والشدائد من أمراض تداهم بعضهم أو قطاع طرق فأحيانا ً يموت البعض منهم سواء في الذهاب أو العودة ، حتى إذا عادوا بعد أداء الفريضة سالمين كأنهم خلقوا من جديد.
بعدها صار الناس يذهبون إلى الحج بالسيارات الخشبية القديمة صار الناس يركبون الأتوبيس ( بو الكراسي ) والمرسيدس ( بو طير ) ويسمى ( المـك ) وعندما يحين وقت السفر يجتمع أهالي البلدة في مكان انطلاقهم ويبدؤون بالسلام والوداع على تلك القافلة فيوزع بعض الأشخاص المتجهين إلىالحج بعض النقود على المودعين من الأطفال والصبيان وبعضهم يتجه معهم بسيارته الخاصة إلى مكان بعيد ليودعهم هناك , بعدها تتجه القافلة في حفظ الله ورعايته وما أن يقترب وقت العودة حتى تجد البيوت التي سافر أحد ٌ منها تلبس ثوب الزينة وتعلق على جدران المنزل لوحات الترحيب والقدوم وما إن تطأ رجل الحاج بيته حتى تلقى عليه أنواع الحلويات والفلوس تعبيرا عن فرحتهم وابتهاجهم بقدومه سالما معافا.
بعدها يقوم كل حاج وهو لقب يطلق على كل من أدى فريضة الحج بفتح مجلسه حيث يأتي أهالي البلدة للسلام عليه والتحمد له بالسلامة حيث يطوف الأهالي على جميع منازل من قام بأداء فريضة الحج وهكذا يتكرر المشهد كل عام , وعادة ما يأتي الحاج بهدايا توزع على الحضور مثل ( المسابح ) وبعض الهدايا التي توزع على الأطفال فيفرحون بها كثيراً.
وكانت موجودة في بلدتنا حملة واحده يذهب فيها كل عام عدد من الأهالي كذلك يلتحق بها عدد من أهالي القرى المجاورة واستمرت هذه الحملة حوالي عشرين سنة ثم توقفت و صاحبها هو الحاج/ عيسى مسلم الدليم.
التـسوق :
منذ القدم والأسواق مازالت تحتفظ بمكانتها وإلى يومنا هذا في قلوب الناس فمنطقة الأحساء لازالت محافظةً على تقاليدها وقيمها ومن ضمن هذه التقاليد الأسواق فتشتهر المنطقة بكثرة وتعدد أسواقها وهي منتشرة في المناطق المأهولة بالسكان فيرتاد هذه الأسواق أهالي المنطقة ومن خارجها ومن دول الخليج العربي حيث يجد فيها الزائر ما يحتاجه من أدوات تراثية لها تاريخها وأهميتها في نفوس الناس وقد تكون هذه الأدوات قد لعبت دورا مهما عبر العصور .
فأهالي بلدتي الحبيبة من ضمن الناس الذين يرتادون هذه الأسواق إما بالقصد نفسه أو لأمور أخرى منها قضاء حوائجهم المنزلية أو بقصد عرض بضاعتهم التي جاؤوا من أجل بيعها مثل الأدوات التي تستخدم في المزارع أو من أجل تصليح وتجهيز أدوات الفلاحة مثل ( المحش ، المنجل ، الفأس ، الصخين ، الهيب ) فالأسواق الشعبية في منطقة الأحساء لها ميزة خاصة فتقام هذه الأسواق كل يوم في بلدة معينة حيث كان قديما يصلون إليها بالدواب ويحملون بضائعهم عليها وبعد مرور الزمن جاءت السيارات فصار الناس يصطفون في أماكن معروفة تسمى ( الاستيشن ) تقف فيها السيارات حسب الأولوية فاعتاد كل من له حاجة من الاهالي الجلوس مبكرا والذهاب إلى ذلك المكان لينتقل في إحدى السيارات القاصدة ذلك السوق ويدفع مقابل ذلك لصاحب السيارة أجرا ً ماديا ً حيث اعتاد أهالي البلدة على الذهاب كل يوم خميس ويوم اثنين لكثرة توفر الأشياء فيها كذلك لوقوعهم في منتصف الأسبوع.
أما الآن فقد تغيرت الحال وصار أكثر الأهالي يملكون السيارات التي توصلهم لهذه الأسواق لقضاء احتياجاتهم .
اما الان شهدت الحركة التجارية في المنيزلة تغيراً ملحوظاً ، ففتحت المحلات على امتداد الشارع العام لتخدم البلدة والبلدات الاخرى المجاورة فهذه المحلات تسوق جميع الاحتياجات .
الـحجة :
الحجة فلكلور وعادة قديمة يمارسها الصغار (ذكور وإناث) مرة كل سنة وبالتحديد ليلة عيد الأضحى من كل عام فقبلها يقوم الصغار في نهاية شهر ذو القعدة بعمل حجية (سعنه) وهو وعاء مجوف من الداخل يعمل من الخوص يشبه ( المخرف ) توضع فيه تربة زراعية ومعها (الجلة) روث الماشية يلتقط من الشوارع او من الزرائب ,ثم يفت ويخلط مع التربة ثم توضع فيه بذور الحبوب المراد استنباتها مثل ( الرشاد ، الحلبة ،الشعير ، الفجل ، الجت وهو البرسيم ) ومن ثم يقوم صاحبها بسقيها مرتين في اليوم لمدة عشرين يوما وبعضهم يأخذها معه يوميا إلى (الثبر) مجرى الماء فيسقيها هناك ويعود بها وتوضع في الشمس للإستنبات .
فيستمر الاعتناء بها إلى ليلة عيد الأضحى وهي ليلة ( العاشر من ذي الحجة ) فيقومون بوضع ( الشبة ) وهي عيش (الارز ) مطحون مع بصل وبهارات ومخ جمل مخلـوط مع بعضه البعض داخل الحجة ثم يخرج بها الصغار الذكور والإناث إلى نهر ( البرابر ) كل ٌ يحمل حجته في يده فيقومون برميها فيه بعد أن يردد كل شخص هذا القول :
يا حجـتي حجـيبه روحـي البحـر دقيبي
شربـي أمـية برابر شـربي أمـية خدودي
شـربي أمـية زلازل شـربي أمية دغــانـي
ويقوم الأطفال الصغار بالنزول إلى الماء وأخذ البعض منها للعب بها ، وإذا لم يستطع أحد رميها في الليل يقوم برميها صباحا عندما يرد الماء للتزود به ويُعمل كل هذا للاعتقاد السائد في ذلك الزمان أن الله يستجيب منهم دعاءهم ويرزقهم حج بيت الله الحرام في السنة القادمة وعندما أنشئت قناة الري صار الصبيان يقومون برمي حججهم فيه وصاروا يرددون :
يا حـجتي حجـيبه روحـي البــحر دقيـبي
عشيـتش غديتـش يـوم العيد لا تدعيـن عليه
أما الآن فقد انقطعت هذه العادة وصارت في طي النسيان وهي تمثل جزءا ً من التراث .
الأواني المنزلية :
تعتبر صناعة الأواني المنزلية من أهم الصناعات اليدوية التي تشتهر بها منطقة الأحساء التي تزخر بها أسواقها اليومية بمختلف أشكالها وأحجامها وتنوع استخداماتها, وتعد المصنوعات الفخارية والنحاسية من التراث التي لا يخلو منزل في المنطقة منها . فهي إلى جانب شكلها الجمالي ما زالت تستخدم كأدوات للشرب وتبريد المياه وتخزين بعض المحاصيل الزراعية كذلك استخدامها كأوانِ لصنع الطعام وتناوله .
وتنقسم هذه الأواني إلى قسمين :
أولا ً: الأواني الفخارية :
وتصنع الأواني الفخارية من الطين الأحمر الذي يعجن على عدة قوالب ثم يحرق بالنار على درجة حرارة معينة وتحتاج هذه الصناعة إلى حرفية عالية حتى يكون الإنتاج مميزا وقويا ويتحمل كافة ضغوط الاستخدامات التي يستخدم لها وأصحاب هذه الحرفة قد توارثوها أبا عن جد فهي رغم تقادمها مازالت تلقى رواجا كبيرا من قبل المتسوقين إما لاستخدامها أو لجمالها كتراث عريق .
واليك عزيزي القارئ أسماء بعض الأواني الفخارية التي كان الأهالي يستخدمونها للأعمال المنزلية:
1ـ البرام : وهو أناء يستخدم لطبخ الوجبة ويعطيها رائحة ونكهة طيبة ومذاق خاص .
2 ـ الحب ( الزير ) : ويستخدم لحفظ المياه وتبريدها .
3 ـ الكروز : يوضع فيه الماء للاستخدام المنزلي كالوضوء وغيره .
4 ـ المصخنة : ويوضع فيها الماء الصالح للشرب.
5 ـ التنور : ويستخدم لعمل الخَبز وبعض المأكولات الأخرى .
6 ـ القضارة : ويستخدم كإناء منزلي يوضع فيه بعض الحاجيات .
7 ـ الحصالة : وهي وعاء مفتوح فتحة ضيقه من الاعلى لكي توضع من خلالها النقود لحفضها .
8 ـ الـمبخر : وهو وعاء مفتوح من الاعلى يشعل فيه الجمر مع البخور للاستخدام المنزلي .
9 ـ القـحف : وهو قطع فخارية صغيرة الحجم تستخدم لتنضيف الجسم من الاوساخ .
ثانيا : الأواني النحاسية :
تصنع الأواني النحاسية من الصفائح النحاسية وهو الحديد الأصفر وتسمى العملية ( الصفارة ) ويقوم بصناعتها حرفي يسمى ( الصفار ) وهو يقوم بتبييض الأواني وصقلها وترقيعها ثم تحويلها إلى عدة أواني ذات أشكال وأحجام مختلفة وإليك أسماء هذه الأواني:
1 ـ القدور: وتستخدم للطبخ وبعض الأعمال المنزلية.
2 ـ الدلال : وتستخدم كأواني توضع فيها القهوة .
3 ـ الأباريق: وتستخدم كأواني لغلي بعض المشروبات المستخدمة في المنزل.
4 ـ الصحون : وتستخدم لوضع الوجبات المنزلية والأعمال الأخرى فيها. 5 ـ الفناجيل : وهي أواني صغيرة وتستخدم لصب القهوة فيها.
وكان الأهالي يجلبونها من سوق الخميس بالهفوف لتوفرها هناك كي يستخدمونها في منازلهم للاحتياجات اليومية والأعمال المنزلية .
الطب الشعبي :
الطب الشعبي أو العلاج هو الدواء المقدم للإنسان المصاب بمرض أو ألـم ما وكان الناس قديما يستخدمون عدة طرق لعلاج ذلك المريض بالوسائل التقليدية, ولا توجد سابقا تلك الأدوية والحقن الموجودة الآن, بل كان الوضع سابقا أنه إذا أحس أو شعر إنسان بمرض أو ألـم في أحد مواضع جسمه أرشدوه أهله أو من لهم دراية بعلاج ذلك المرض أن يتناول بعض الأعشاب والأدوية الشعبية التي تكون معالجة لذلك المرض والتي توارثوها من آبائهم وأجدادهم, وما أن يتناول ذلك المريض هذا الدواء الموصوف له حتى يتماثل للشفاء بإذن الله اعتقادا منه بأن الله جعل شفاءه في هذا الدواء.
فالكل منا شاهد أو سمع عن تلك الأدوية الشعبية التي عالجت الكثير من المرضى دون تدخل خارجي, فكم أتذكر أن والدتي (حفظها الله) عانت في إقناعي بأن أتناول تلك الأدوية إذا أحست بأني أعاني من مرض معين وكنت أرفض ذلك ولكن في نهاية المطاف يجبرني المرض والألـم الشديد بأن أوافق وما أن أتناول تلك الأدوية حتى أشفى بإذن الله تعالى.
وإليك عزيزي القارئ بعض الأمراض التي قد تصيب الإنسان والأدوية المعالجة لتلك الأمراض :
الغولنج : يدهن بالزيـت وبعضهم يتــعلق في أحد جذوع الشجر (الجذع) الموجود في المنزل.
الريح : يدهن بالزيت ودهن باب السلام .
وجع المفاصل : يطبخ ورق خوخ والترنج وصمغ الريح ويوضع على المفاصل.
الانتفاخ : يفوح الفاطن في ماء ثم يسقى المريض .
الدوخة : يوضع ليمون أسود عماني مع كسبرة وسكر ويخدر في غوري (إبريق ) ويسقى المريض.
بوصفار :يوضع كركم ( البزار ) مع مسمار مدقوق في لبن أو حليب ويسقى المريض .
القروح والدمامل : يوضع عليه نافعة مع قشر بصل.
خروج الدم: يوضع على الجرح شبة مدقوقة .
السعال : قهوة جاهزة يوضع فيها دهن بقر وحلوة وتسقى المريض .
خطف العين : توضع تمره (سحة) وجنزبيلة ثلاث مرات على العين.
رمد العين : يوضع فيها رسمولة وملحة بيذرانة .
العين والحسد : يعمل له المحماس مع الشبة ثلاث مرات يوضع تحت المريض .
البطن : ماء ورد وزموتة ومرّة ويسقى المريض.
الظهر : يدهن بالحلبة ودهن الزيت .
الرأس :يوضع الحنة ودهن الودش والياسمين عليه.
نزول اللوز :يدهن المريض بالخروع مع دهن الزيت.
الشوكة : تمرة وملح وتلف بخرقة في مكان الإصابة.
سقوط الضرس: يوضع عليه نقص ملح .
الحصار : للصغار زباد وخروع ومرّة ويسقى بـها ،وللكبار يوضع طشت فيه ماء مفوّح وشعير ويجلس فيه .
الزكام : يدهن المريض بالزيت والفكس .
المصع : يدهن بزيت باب السلام وزيت الورد .
الجليجل : يوضع على العين المصابة الكحل.
الصخونة : يدهن المريض بزيت الياسمين أو باب السلام.
اعسار البطن : يشرب العشرج ويستعمل لتنظيف البطن .
الرّاعة : توضع مرّة مع سبع الحدايد في الماء ثم يسخن الماء ويوكشخ ( يخرج الدخان ) تحت المصاب سبع مرات .
البهق : يدهن بالزيوت الشعبية او دم ضب إن وجد .
تساقط الشعر :يوضع على المكان الثوم .
لدغة العقرب والحية : يقرأ عليه بعض سور القرآن .
لدغة الوزغ : يلبس المصاب وثر وسرج الحمار ويدور به ثلاث مرات فيهفت السم .
الضرورة : يذبح طير ويؤخذ دم منه ويوضع معه نافعة ودواء النـزر ويفرك به المريض وينضح به في البيت ويترك الطير إلى الصباح , كذلك يخلط سنا قدوس ولسان الثور مع نباته يتبخر به المصاب ويشرب منه .
النقّل ( الورم ) : يخلط مره ونافعة ودواء النـز وملح حيذرانه مع الماء ثم يوضع على المكان المصاب .
النضال : يجمع له شاخه وذهبه ونافعة وتربه وتخلط مع الماء ثم يسخن ويسبح به بعد ان يفتر ثم توضع الشبه على الجمر ( الفحم ) حتى يخرج الدخان فيدار به على راس المصاب لعدة مرات حتى تتسكل الشبه على وجه النضال فيعرف.
الجدري : يحمى كمية من الرمل على النار ثم يفرش على الارض فيسدح عليه المريض فيمل ( يدار ) لعدة مرات حتى ينفشخ ( يتفقع ) الحب من على جلد المصاب .
الحصبة : يوضع للمصاب الكحل في العينين ويُذوق بعض الفواكه والخضار .
بوحميّـر : يفوح ( يقلى ) له مع الماء تين عجمي ويسقى به المريض .
وجع الرحة : يوضع على الرحة المصابة مسامير الطبخ .
الأكلات الشعبية :
كانت وما زالت الأكلات الشعبية القديمة لها طابعها ومذاقها الخاص حيث تتسم بالنظافة والرائحة الزكية وطيب المذاق فعندما تعتزم ربة المنزل عمل إحدى أنواع هذه الأكلات التي ظلت محافظة على مكانتها بين الناس يسارع جميع أفراد الأسرة للمشاركة في ذلك .
ومع تقدم الزمن وظهور عدد كثير من الأطباق إلا انه لا يستغني رب الأسرة عن هذه الأطباق فنجده بين الحين والآخر يطلب أن يعمل له إحدى هذه الأطباق.
ولا تجيد طبخها إلا النساء المتقدمات في السن ( الأمهات ) لخبرتهن بطريقة عمل هذه الأكلات كذلك وعندما يطلب من إحداهن ذلك تبدأ العمل دون كلل أو ملل فتتفنن في عمل تلك الأكلة فتخرج كما تمناها رب الأسرة.
أما أوقات عمل هذه الأكلات فبعضها تُعمل في أوقات معينة وبعضها يعمل في مناسبات وبعضها تصلح أن تُعمل على مدار السنة حسب الطلب.
وإليك عزيزي القارئ بعض أسماء هذه الأكلات وطرق طبخها .
1ـ الهريسة : يوضع اللحم أو الدجاج في قدر مع الماء والملح والطماط حتى ينضج بعدها يكب عليه حب الهريس حتى ينضج وبعدها تضرب بالمضرابة حتى تجهز ويأخذ منها جزء ويوضع معه ماء حار وليمون ويخلط وتسمى الشوربة .
2ـ العصيدة: ماء ودبس يوضع في قدر حتى يغلي ثم يضاف إليه الطحين حتى يجف الطحين فتعصد فتصبح عصيدة, وأفضل أوقاتها الشتاء.
3 ـ القبيط : طحين ودبس وماء يخلط في قدر ويترك حتى يجف ويقدم في طشت صغير .
4ـ السِّلق : سلق يقطع ويوضع معه ملح وماش أو لوبة في قدر ويترك حتى ينضج .
5 – الخبيصة : وهي اكلة شعبية تتكون من التمر منزوع النوة والقشرة ويضاف اليه السمن والدقيق والحليب .
6 – الممروس : هي اكلة تتكون من التمر والدقيق المحمص يمزجان مع بعضهم البعض ويوضع عليها القليل من الدهن .
7ـ المفلَّق : حب مجروش مع قطع اللحم والملح يوضع في قدر مع الماء ويترك على النار حتى ينضج ويقدم .
8 ـ الودمة : ( احساس ) سمك صغير يابس يقدم مع الليمون والفجل .
9 ـ السلوق : تمر خلاص أو شبيبي أو زاملي يطبخ في قدر ماء وملح وينشر في الشمس حتى يجف.
10 ـ الصالونة : خضروات مقطعة قطع صغيرة توضع في قدر ماء وملح ولحم حتى تنضج .
11ـ الرز الحساوي :رز أحمر موطنه منطقة الأحساء يوضع معه اللحم في قدر ماء حتى ينضج .
12 ـ الموش : رز مع ماش يوضع في قدر ماء حتى ينضج .
13 ـ المشبوس : قطع من اللحم محموسة يكبس عليها الرز .
14 ـ المحمّر : قدر ماء ورز يوضع فيه دبس وحلوه وملح حتى ينضج ويعصد.
15ـ الفتيت : تمر مفكك بدون طعام مع الطحين يخلط في قدر ويضرب بالمضرابة حتى يصبح فتيتا ً .
16 – اللقيمات : يعجن الدقيق بالماء ثم يترك فترة ليخمر بعدها يعمل على شكل كرات صغيرة توضع في إنـاء فيه زيت وتترك حتى تنضج ثم تخرج .
الألبسة الرجالية:
أمر الله سبحانه وتعالى باللباس والتستر وأن يكون الإنسان جميلا ونظيفا لكي يكون في أحسن صورة, واللباس هو تغطية جسم الإنسان بكل ما هو ساتر بحيث يلبي حاجة الإنسان من حفظ جسمه من حرارة الشمس وبرودة الشتاء كما أن هذه الألبسة تدل على حشمة ووقار الإنسان وتميزه عن سائر المخلوقات الأخرى كذلك اللباس يميّز كل إنسان عن الآخر فالمرأة مثلا تعرف بلباس يميزها عن الرجل ولباس الرجل الكبير في السن يميزه عن لبس الصغير ورجل الدين عن الرجل العادي وكذلك تكون الألبسة متنوعة فملابس الصيف الخفيفة تختلف عن ملابس الشتاء الثقيلة والملونة كذلك تختلف ملابس المناسبات عن غيرها .
واليك شرح لبعض الألبسة الرجالية :
العمامة : وهي لباس يختص به رجال الدين فقط وهي قطعة قماش طويلة تلف فوق الرأس بشكل حلقات دائرية بطريقة معينة.
الصاية : وهي لباس يشبه الثوب من حيث الطول إلا أنه يكون مفتوحا من الأمام ويلبس فوق الثوب وتحت البشت.
الثوب : وهو مصنوع من القماش ويعتبر اللباس السائد في المجتمع وغالبا ما يكون لونه أبيض لامتصاص الحرارة ويلبسه الإنسان فوق الملابس الداخلية وهو مفتوح من الرقبة ليسهل لبسه .
البشت : ويصنع من الصوف أو الوبر ويلبس فوق الثوب وهو رمز للأعيان وكبار الشخصيات والوجهاء وهو مفتوح من الأمام وعلى جانبي الفتحة تطريز .
الغترة : قطعة من القماش تعمل على شكل مثلث توضع على الرأس وتكون مهيأة لوضع العقال عليها أو تلف على الرأس بشكل معين .
العقال : ويصنع من الصوف أو الوبر وعادة ما يكون من اللون الأسود ويأخذ شكلا ً دائريا ً يوضع على الرأس .
السديرية : وتصنع من القماش وتلبس فوق الثوب تغطي النصف العلوي من الجسم.
الحذاء : ويصنع من الجلد المحلي ويلبس في القدمين لتقيهم من حرارة الشمس والمواد الحادة الملقاة على الأرض.
الطاقية : وهي مصنوعة من الصوف وتأخذ شكلا ً دائريا ً توضع أو تلبس على مؤخرة الرأس تحت الغترة.
المجالس المفتوحة :
كان للمجالس المفتوحة في الماضي دوراً حيوياً وهاماً تمثله هذه المجالس في الزمن القديم ، فهي المتنفس الوحيد للأهالي حيث يقصدها بعض الأهالي بعد أن ينتهي من عمل يوم شاق أو في المناسبات والزيارات حيث يتبادل فيها المجتمعون الأحاديث التي تدور في ذلك الوقت أو يناقشون أموراً تخص البلدة.
كذلك تلعب هذه المجالس دوراً مهماً في صلة الرحم واجتماع الأقارب.
فتجد بعض هذه المجالس مفتوحة بشكل يومي وبعضها يفتح في يوم معين من كل أسبوع, وبعضها يفتح في المناسبات وتقدم فيها الولائم, ولا يستثنى من دخول هذه المجالس أحد ٌ فيدخلها الكبير والصغير والغني والفقير ولا زال بعض هذه المجالس مفتوحة إلى الآن تتوارثها الأبناء بشكل أقل مما كانت عليه في السابق ويرجع ذلك لدخول الحداثة وتغير اسلوب الحياة والانشغال بالاعمال والضروف الخاصة.
وإليك اسماء أصحاب هؤلاء المجالس :
1 - حجي إبراهيم العـيد 2 - خليفة محمد السالـم
3 - محمد حسين البراهيم 4 - عبد الله حسين العبد الله
5 - صالح حجي العـيد 6 - علي علي الحيــدان
7 - صالح عيسى البراهيم 8 - عبدالله ياسين الحسـن
9 - علي ماجد المـاجد. 10- جاسم حسين المحمد
الطواف عادة قديمة :
كانت في ماضي المنيزلة مارسة من ضمن العادات والتقاليد القديمة والتي ظلت لفترة من الزمن وهو تكليف أحد الرجال للطواف على المنازل للدعوة لحضور مناسبة معينة وتناول وجبة الطعام .
فعندما يقترب زواج أحد أبناء البلدة يقوم أحد أقارب المتزوج بتكليف هذا الرجل ويسمى ( الطواف ) بالدوران (المرور) على جميع منازل البلدة لدعوتهم .
فإذا بقي يوم أو يومان على إقامة حفل الزواج ويمر الطواف على جميع منازل البلدة طارقاً جميع الأبواب فإذا سمع صوت يجيبه من داخل المنزل يخبرهم بأن ( الغداء والعشاء يوم الخميس وليلة الجمعة في منزل فلان بن فلان) وإذا لم يجبه أحد علم بأن المنزل لا يوجد فيه أحد فيأخذ قطعة من القماش ( خيط ) ويربطها ربطاً جيداً في باب المنزل فإذا رجع صاحب المنزل ورآها علم أن الطّواف جاء إلى منزله ولـم ير أحداً ، وهذا متفق ومتعارف عليه بين أهالي البلدة , وعندما يتم هذا الرجل عمله بالكامل يعطى بعض النقود مقابل العمل الذي قام به ويدعى له ولوالديه بالرحمة .
أما الآن فلا وجود لهذه العادة في المجتمع وذلك للتغير الكبير الذي حصل للمجتمع مع زيادة عدد السكان ، ومنها إرسال الدعوات (الرقاع) إلى المنازل ، كذلك تطبيق فكرة الزواج الجماعي ، والذي يكون الإعلان عنه عاماً لجميع الأهالي.