الكاتب ابراهيم حسين البراهيم
الإسـم :
المنيزلة تصغير منزلة ذلك انها احدى محطات الإستراحة على طريق السلطان ( الجفر ) بين ميناء العقيرعلى الخليج العربي وهو ميناء الاحساء الرئيسي ومدينة الهفوف قاعدة الأحساء و المنيزلة اول محطة من الجهة الشرقية لمدينة الهفوف , وكانت القوافل التجارية لحجاج دول الخليج والمزارعين ينزلون فيها لأخذ قسط من الراحة أو ارواء المواشي, وهي من أطيب مواقع الأحساء هواءا واحسنها موقعا , وتحيط بها النخيل بها من الجهة الشرقية . ومنها جاءت تسميتها المنيزلة.
الـموقع :
تقع بلدة المنيزلة الى الشرق من مدينة الهفوف بعشرة كيلومترات وهي اول البلدات التي يمر بها القادم من الهفوف الى القرى الشرقية الجنوبية ( الفضول والجفر والطرف والجشة والمركز والساباط والمزاوي والعقار ) . وايضا قديما الى ميناء العقير ومنطقة جبل الأربع .
وكانت المنيزلة بيوتها من الطين ويحيط بها سور يتخلله عدة ابراج صغيرة تستخدم لحراسة البلدة ولها اربع بوابات هي البواية الشمالية وبوابةحمد وبوابة جهام والبوابة الجنوبية .
الا ان طرف (المساحة التابعة) المنيزلة يتعدى حدود البلدة ليشمل المساحات الزراعية المحيطة ويصل الى المزاوي والعقار شرقا والشهارين والمنصورة شمالا والفضول وبر أبو حريف جنوبا ً .
وتتبع خدمات المنيزلة البلدية حاليا بلدية الجفر ( المجمع القروي ) , والادارية محافظة الاحساء .
الـمناخ :
يصنف مناخ الأحساء بأنه مناخ صحراوي حار جاف صيفا و معتدل يميل الى البرودة شتاءا مع تساقط امطار قليلة بمعدل مئة ملليمتر سنوي ا, الا ان الواحة من الأحساء تتمتع بمناخ محلي اكثر اعتدالا في الصيف لوجود الغطاء النباتي وتوفر المياه , والمنيزلة هي جزء من هذا النسيج وعدت من الطف الأجواء .
ولذلك كان يقضي الوجهاء والاعيان والمُلاك وعائلاتهم من اهالي مدينتي المبرز والهفوف ردحا من الصيف في مزارعهم بمحيط البلدة للتمتع بالهواء العليل والاستحمام في مياه العيون والثبارة (الأنهر الباردة ), وكانت ليالي الصيف تشبه بنهار اسطمبول او لبنان.
ونتيجة لذلك يخيم ابناء البادية في جوار البلدة صيفا للإستفادة من الإمكانات المناخية وتوفر غذاء المواشي والمياه.
المساحة والتقديرات السكانية :
خطت بلدة المنيزلة عدة خطوات نحو الأمام ومرت بعدة مراحل من حيث المساحة و الزيادة السكانية والرقعة الحظارية تقدمت من خلالها إلى مستقبل مشرق .فجاءت التقديرات كالأتي :
فأول مسح شمل منطقة الأحساء وقراها كان ذلك عام 1908 م فقد قدر ( لوريمر ) عدد منازل قرية المنيزلة بنحو( 225 منزلاً ) .
بينما قدر ( فيدال ) صاحب كتاب واحة الاحساء عام 1952 م عدد سكان المنيزلة بنحو 1200 نسمة و( 275 منزلا ً) .
كما قدر صاحب كتاب ( المسح ) عدد سكانها بنحو( 2112 نسمة ) .
بينما قدرها مؤلف كتاب (الموسوعة الجغرافية) عبدالكريم العبيد حوالي عام 1400 هـ بنحو( 685 منزلا ) تنتشر على مساحة( 4 , 348 ) ، هكتار و(5330 ) نسمة.
وفي تعداد رسمس شمل قرى الاحساء عام 1405 هـ عن طريق ادرارة الاحصاء في وزارة المالية قدر عدد سكان المنيزلة ( 6500 نسمة ) .
بينما صنف مؤلف كتاب ( الأماكن الترفيهية في الأحساء ) المهندس عبدالله الشايب ، عام 1413هـ المنيزلة بأنها من القرى الكبيرة وسكانها من فئة العشرة الآلاف نسمة.
كما قدر مؤلف كتاب ( المطوع في الإحساء ) محمد الحرز 1423 هـ عدد سكان المنيزلة بنحو (14000) نسمة.
وفي احدث تعداد اجرته وزارة المالية عام 1425 هـ قدر عدد سكان المنيزلة إلى ( 18000) نسمة وذلك بسبب انتقال أهالي القرى المجاورة للسكن بمخططاتها الجديدة والتي تنتشر على مساحة ( 21 كيلو متر مربع ) حيث يوجد بها ستة مخططات مأهولة هي ( أ ، ب ،ج ، د ، هـ ) ومخطط البشير (سكيكو) الجديد والذي بدأ البناء فيه إضافة إلى مخطط مثلث القرى الشرقية إلى الشمال من البلدة ، كذلك وجود أربعة مخططات جديدة محاذية للبلدة من الجـهة الغربية ، وهـي مخـطط (المزرعة الجديد ) و مخطط (السلام والشروق والزهراء) والتـي تفصلنا عن منطقة المحدود ( حي الملك فهد ) بالهفوف ، ويمر بها الخط الدائري الذي أنشئ حديثاً ، والذي يصل مدينتي الهفوف والمبرز بالقرى الشرقية والعقير.
النمو العمراني :
ظلت البلدة تعيش داخل الأسوار عبر تاريخها الطويل وكانت تستوعب الزيادة من السكان مما جعلها تكتض بداخلها وذلك نطرا للحالة الأمنية غير المستقرة في السابق , وعندما دخلت الأحساء ضمن الدولة الموحدة الحيثة المملكة العربية السعودية نعمت بالإستقرار وازدهرت الحالة الإقتصادية ما دعى الى هدم اللأسوار ونموها من جهاتها الثلاث الجنوبية والشمالية والغربية اما الجهة الشرقية فقد حدتها المزارع. ويمكن حصر اربع مراحل للنمو او كما تعرف بالتوسعات :
التوسعة الأولى :
بدأت مرحلة البناء خارج الأسوار منذ العام 1373 هـ بامتدا البوابة الجنوبية للبلدة حتى اكتملت ، معلنة بذلك التوسعة الاولى في تاريخ البلدة .
واول من قام ببناء المنازل هم :
- عبد الله علي السعيد
- صالح علي العطافي
- محمد شريدة السعيد
- هاني حسن الدليم
- موسى محمد الموسى
- عبد الله ابراهيم بو شاجع
التوسعة الثانية :
بدأت هذه المرحلة في العام1379 هـ نظرا لتزايد الطلب على البناء فتم اخنيار الجهة الشمالية الغربية وسميت ( الديرة الجديدة ) وبني بها مسجدا وايضا تم تسوير المقبرة.
وأول من فام ببناء المنازل فيها هم :
- عبد العزيز عبد الله الفيصل
- أحمد جاسم العميرين
- عيسى مبارك المجيرن
التوسعة الثالثة :
بأت هذه المرحلة عام 1393 هـ في التوسع من جهة اليلدة الجنوبية (المرحلة الثانية ) , وشهت هذه المرحلة يناء اول منزل مسلح من ( الخرسانة والحديد) وذلك من خلال موظفي شركة ارامكو .
واول من قام بالبناء هم:
- حسين جاسم الجاسم
- صالح سلمان السويلم
- عيسى طاهر الأحمد
- حسين خليفة الدليم
التوسعة الرابعة:
وبدأت مرحلة البناء فيها عام 1403 هـ بعدما اكتملت مراحل النو الثلاث في البلدة من الجهة الجنوبية فلم تبقى مساحات تقام عليها المنازل أضطر الأهالي الخروج للبناء خلف الشارع العام وذلك من الجهة الغربية للبلدة وتسمى ( المنيزلة الجديدة ) وذلك لوجود خمس مناطق جديدة مخططه وجاهزة للبناء عليها فقد حولت هذه التوسعة البلدة إلى نقلة جـديدة وعي في زيادة مطردة نتيجة للنمو السكني والتجاري .
وأول من قام ببناء منازل فيها هم :
1 – حجي أحمد الموسى. 2 – حسين طاهر الموسى.
3 – يوسف عيسى العيد. 4 – أحمد حسين الأحمد.
5 – احمد ابراهيم المسيليم 6 – محمد حسين الموسى
أعمال السكان :
تنحصر الأعمال التي يعمل بها أهالي منطقة الأحساء قديما ً في أعمال الفلاحة والأعمال المرتبطة بها والغوص في أعماق البحار في شواطئ المنطقة ودول الخليج العربي لاستخراج اللؤلؤ, والصناعات الحرفية والرعي وتربية الماشية.
وهذا هو حال سكان بلدة المنيزلة, فأكثر الأهالي يعملون في مهنة الفلاحة والمهن المرتبطة بهاوكانت هي المهنة الرئيسة بين أيدي السكان فبل النهضة الحديثة.
ومع بداية السبعينات الهجرية من القرن الرابغ عشر الهجري تغير الحال ودخلت المنطقة إلى منعطف يبشر بخير وبذلك بدأت أعمال الشركات والوظائف الحكومية وقد ألتحق بها عدد من الأهالي في حين رفضها البعض بحجة أماكنها البعيدة خارج المنطقة تارة وقلة ما يتقاضونه من أجر تارة أخرى وذلك بحكم أن أعمال الفلاحة والأعمال الأخرى كالبناء والأعمال الحرفية في ذلك الوقت متوفرة وفي أحسن حالها فكان الشخص يتقاضى راتبا ً يوميا ً مابين المائة و المائتين ريال في اليوم الواحد.
واستمر هذا الحال لعدة عقود حتى كثرت وتوفرت الأعمال والوظائف الحكومية المختلفة كذلك تغير حال المجتمع إلى الأفضل والأحسن, وانخرط أهالي المنيزلة حاضرا في الوظائف الحكومية والشركات والمؤسسات وبعضهم يتقلد مناصب رفيعة فيها ، أما القسم الثاني من السكان فيعمل في الأعمال الحرفية المختلفة في جميع أنواعها وتعددها ، أما القسم الثالث من السكان فلا زال يعمل في أعمال الفلاحة وهم عدد قليل جداً من الأهالي يحافظون على عادات وتراث الآباء والأجداد من الاندثار والنسيان.
المنيزلة طريق قوافل الحجاج :
تمر قوافل حجاج دول الخليج العربي قديما بمنطقة الاحساء كقوافل حجاج دولة الإمارات ودولة عمان ودولة قطر لقربهم من المنطقة وكذلك فوافل بلاد فارس والعمق الآسيوي مع الإحاطة ان الأحساء كانت على طريق التجارة الكونية بين الشرق والغرب, فتستخدم القوافل قديما ً في سفرها للديار المقدسة لأداء فريضة الحج أوأداء العمرة الإبل والبغال والحمير لعدم توفر المركبات قديما ً , فعند كل فترة وأخرى تقف تلك القوافل للاستراحة ولأداء الصلاة وتناول الوجبات وطبعا لا تحط القافلة إلا في مكان معروف تتوفر فيه متطلبات الراحة من ماء بارد وهواء لطيف لكي يتجنبوا حرارة الشمس المحرقة.
فحيث الهواء البارد والأشجار التي تقيهم حرارة الشمس الملتهبة وكذلك الأمن والأمان من قطاع الطرق والسراق حيث لا يأمنون على أرواحهم وأمتعتهم إلا في أماكن أمينة ، فالمنيزلة من أشهر المواقع التي تحط فيها القوافل رحالها في منطقة الاحساء لكونها ملتقى طرق وتمتاز بموقع مميز واستراتيجي, تحيط بها النخيل من الجهة الشرقية,ولازالت المنيزلة ملتقى طرق حيث يمر بها الخط الدائري الذي يربط طريق دول الخليج (سلوى) والعقير بمنطقة الأحساء.